أخبار تونس - انتظم بتونس العاصمة أمس 6 ماي 2010 ملتقى حول دعم البنك الخيري للأدوية باشراف السيد منذر الزنايدي وزير الصحة العمومية، وذلك تحت شعار “ترشيد استهلاك الدواء والمصالحة مع البيئة”. وخلال افتتاحه فعاليات الملتقى أكد الوزير على أن ترشيد استهلاك الدواء رهان استراتيجي في السياسة الدوائية الوطنية مما يعكس الأهمية البالغة لأبعاده الصحية والبيئية فضلا عن تحقق نجاح هذه الآلية في تونس بعد أن كانت مختلف الأطراف العاملة في القطاع من مؤسسات وطنية وعمادات ونقابات ووحدات تصنيع الأدوية قد لبت نداء رئيس الدولة منذ أن دعي إلى بعث البنك الخيري للأدوية. ونوه الوزير بالاتفاقيات التي سيتم إمضائها على هامش الملتقى مما سيؤدي إلى دعم الجهود الرامية إلى التخفيف من كلفة اقتناء الأدوية في تونس وتجنب التبذير وتلويث البيئة سيما وأن القسط الوافر من الأدوية التي تم جمعها تتطلب معاجة دقيقة من قبل الصيادلة والمختصين في المجال الصحي والبيئي. ومن جهته أشاد السيد شرف الدين قلوز رئيس الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي بإحداث آلية البنك الخيري للأدوية في 2 ديسمبر 2008 التي تندرج في إطار المقاربة التونسية المتجددة للتضامن وتطوير أساليبه مفهوما وممارسة. ويرمي البنك الخيري منذ إنشائه إلى الاستجابة إلى طلبات الحالات الاجتماعية الصعبة والمستعصية وذوي الحاجات الخاصة فضلا عن تعديل نسب التبرعات قصد الترفيع في نسبة الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة ومزيد التوجه نحو المصنعين الأجانب المتواجدين بتونس للترفيع من نسبة مساهماتهم في دعم عمل البنك. كما أشار السيد عبد الكريم الحمروني رئيس الهيئة الوطنية لمجلس الصيادلة في مداخلته إلى أن تكلفة التداوي في تونس أصبحت باهظة مما يستدعي مزيد تكاتف الجهود للتخفيض في مصاريف التداوي، مركزا على دور الصيدلي الهام في هذا المجال بأن يكون قريبا من المواطن لتحسيسه وتثقيفه وحثه على تفادي التداوي الذاتي وتجنب الأدوية غير الموصوفة من قبل الطبيب مقابل تحفيزه على الإقبال على الأدوية الجنيسة التي لها نفس التركيبة الكيميائية للأدوية المتعارف عليها غير أنها منخفضة التكلفة. أما السيد عبد الرزاق شقرون عضو الهيئة المديرة للإتحاد وممثل التجمع الدستوري الديمقراطي فقد قدم في كلمته نبذة حول مساهمة البنك الخيري للأدوية في تفعيل نشاط قوافل المد التضامني التي يبلغ عددها سنويا 18 قافلة على شكل دورات تتوزع على مختلف جهات الوطن من خلال استخدام حافلات التجمع والطائرات كلما استدعت الضرورة ذلك على غرار القوافل المتجهة إلى الجنوب التونسي كولاية قبلي ومدنين وتطاوين. كما ألقت السيدة عبير ساسي بسرور عن إدارة تطوير المنظومات بالوكالة الوطنية للتصرف في النفايات كلمة أكدت فيها على أهمية تدخل وزارة البيئة والتنمية المستديمة خلال الحملة الوطنية لجمع الأدوية من المواطنين “الدواء اللي تتبرع بيه غيرك في حاجة ليه”، حيث تم اقتناء 30 حاوية معدة لجمع الأدوية ذات خاصيات تقنية تتلائم مع نوعية الأدوية من حيث مادة الصنع واللون الشفاف بالإضافة إلى توفير 10 آلاف مطوية و250 معلقة و50قميص وقبعة خاصة بالحملة وغيرها من التدخلات. وعلى هامش الملتقى تم تنظيم حفل لإمضاء عدد من اتفاقيات الدعم بعنوان 2010 بين الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي ومصنعي الأدوية والهيآت مثل مؤسسة “بفايزر” والصيدلية المركزية للبلاد التونسية ومؤسسة “ترياق” ومؤسسة “فارما ماغراب” وشركة “سيفات” وشركة “ايبسا سعيد” ومؤسسة “ابن البيطار” وغيرها من المؤسسات. واختتم الملتقى بتسليم شهادات شكر وتقدير للمساهمين المساندين مثل “دار الصيدلي” وشركة “عقبة” وشركة “ميديس” وشركة “واست فارما” و”هيئة التعاون مرسيليا – المتوسط” وغيرها من مصنعي الأدوية الذين دعموا البنك الخيري للأدوية. وأدلى السيد شرف الدين قلوز رئيس الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي ل “أخبار تونس” بتصريح أشار فيه إلى أن البنك الخيري للأدوية يتطلع إلى استكمال منظومة التضامن لتشمل المجال الصحي لضعاف الحال والمحتاجين في إطار البرنامج الانتخابي لسيادة الرئيس “معا لرفع التحديات” 2009 – 2014 ضمن النقطة الخامسة “الصحة حق أساسي ومقوم فاعل لجودة الحياة”. ويذكر أن قيمة الأدوية المتبرع بها بلغت إلى غاية 31 ديسمبر 2009 بأن 3.235.390.000 د.ت تم توزيع نسبة 75 بالمائة منها وتتوزع على 34 في المائة على مراكز الصحة الأساسية و25 بالمائة على المستشفيات الجامعية.