أكد الملك محمد السادس، اليوم الجمعة، على الدينامية الإيجابية التي يشهدها ملف الصحراء المغربية، باعتباره قضية محورية لجميع المغاربة. وأشار إلى الدعم الدولي المتزايد لمبادرة الحكم الذاتي، وخاصة من قبل دول مؤثرة. وخلال خطابه بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الرابعة للبرلمان، أعلن الملك قائلاً: "الجمهورية الفرنسية تُقر بسيادة المملكة على كامل تراب الصحراء، وتدعم مبادرة الحكم الذاتي كإطار وحيد لحل النزاع الإقليمي المفتعل، في إطار وحدة التراب المغربي". كما عبّر الملك عن شكره العميق باسم الشعب المغربي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مشيدًا بموقف فرنسا الذي اعتبره "انتصارًا للحق والشرعية واعترافًا بالحقوق التاريخية للمغرب"، خاصة وأن فرنسا تعدّ عضوًا دائمًا في مجلس الأمن ولها ثقل دولي. وأشار الملك إلى أن هذا التطور يتماشى مع جهود الأممالمتحدة لإيجاد حل سياسي نهائي لهذه القضية، مؤكداً أن فرنسا تدرك خلفيات هذا النزاع جيدًا. وأوضح أن هذه الخطوة تأتي في إطار تعزيز سيادة المغرب وتوسيع دعم مبادرة الحكم الذاتي. كما أثنى الملك على مواقف دول كبرى أخرى، مثل الولاياتالمتحدة، والدول العربية والإفريقية التي دعمت بوضوح الوحدة الترابية للمملكة، وأشاد بافتتاح عدد من هذه الدول قنصليات لها في مدينتي العيون والداخلة. وأكد الملك أن مبادرة الحكم الذاتي تحظى بدعم متزايد من دول عدة، منها إسبانيا، التي تحمل مواقفها دلالات سياسية وتاريخية عميقة، إلى جانب أغلب دول الاتحاد الأوروبي. وفي ختام خطابه، أعرب الملك عن تقديره للدول التي تتعامل اقتصاديًا مع الأقاليم الجنوبية للمملكة، معتبرًا أن هذه الشراكات تساهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للصحراء وتعزز موقعها كمحور للتواصل بين المغرب وعمقه الإفريقي، مشيرًا إلى مشاريع استراتيجية مثل أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا ومبادرات التعاون مع الدول الإفريقية الأطلسية.
