تونس 1 أكتوبر 2009 (وات) بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني والعالمي للمسنين انطلقت يوم الخميس بالعاصمة ندوة وطنية حول موضوع "مكانة المسن في المجتمع التونسي". وأبرزت السيدة سارة كانون الجراية وزيرة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين لدى إشرافها على افتتاح هذه الندوة التي تنظمها جمعية رعاية المسنين بتونس بالتعاون مع الوزارة الرعاية الشاملة التي يوليها الرئيس زين العابدين بن علي لكبار السن ومتابعته الدائمة لمشاغلهم من منطلق حرص سيادته على بناء مجتمع متضامن بكل أجياله للمسن مكانة فيه. وأكدت أن سياسة تونس في مجال الرعاية والنهوض بكبار السن مبنية على ثوابت أساسية من أهمها تأمين مؤمل حياة أطول دون إعاقة للمسنين وتمكينهم من شيخوخة نشيطة مع الحرص على المحافظة على مكانتهم داخل الأسرة وفي محيطهم الطبيعي وتثمين خبراتهم وكفاءاتهم فضلا عن دعم الروابط الأسرية والتواصل بين الأجيال. ولاحظت أن هذه السياسة تتميز بمنظومة وقاية ورعاية متكاملة تضمن حقوق الانسان وتوفر لهذه الشريحة العمرية مقومات العيش الكريم والتوازن النفسي والعاطفي وتثبت دورهم ومساهمتهم الفعلية في المسار التنموى للبلاد. وتشهد تونس تشيخا تدريجيا للسكان يتجلى في ارتفاع نسبة البالغين من العمر 60 سنة فما فوق حيث تبرز الاسقاطات السكانية أن نسبة المسنين من مجموع السكان التي تطورت من 4 فاصل 1 بالمائة سنة 1956 الى 9 فاصل 6 بالمائة حاليا ستواصل تدرجها نحو النمو لتبلغ مستوى 11 بالمائة سنة 2014 و19 فاصل 8 بالمائة سنة 2034 أى ما يعادل تقريبا خمس سكان البلاد. وأشارت الوزيرة في هذا الصدد الى أن هذه النقلة الديمغرافية تؤكد نجاح السياسة الوطنية الصحية والاجتماعية والاقتصادية المرتكزة على احكام الاستعداد لمواجهة ما تطرحه هذه النقلة من تحديات على غرار تزايد الطلب على الخدمات الصحية وارتفاع الضغط على أنظمة التقاعد وبروز حاجيات جديدة في مجال الرعاية الاجتماعية للمسن. كما استعرضت السيدة سارة كانون الجراية مختلف البرامج والآليات التي وضعت استجابة للحاجيات الناتجة عن هذه النقلة الديمغرافية وتكريسا لمبدأ "مجتمع لكل الأعمار" مشيرة بالأساس الى بلورة خطة عشرية لرعاية المسنين وخطة للاعداد للتقاعد ولشيخوخة نشيطة. وتتضمن هذه الندوة الوطنية عددا من المداخلات المتعلقة بالخصوص بتطور مكانة المسن في التشريع التونسي ودور المجتمع المدني في النهوض بواقعه فضلا عن الوضع الصحي للمسن في تونس. وحضر أشغال هذه الندوة بالخصوص السيدة سلوى التارزي بن عطية كاتبة الدولة المكلفة بالطفولة والمسنين.