تونس 28 أوت 2010 (وات)- تعد تونس من البلدان السباقة الى وضع الاستراتيجيات الملائمة لتأمين الانصهار الفاعل في مقتضيات اقتصاد المعرفة ورفع التحديات التي تطرحها التحولات التكنولوجية والاقتصادية والاجتماعية. ويحتل الشباب مكانة متميزة في فكر الرئيس زين العابدين بن علي الذي يراهن على القدرات الخلاقة للشباب باعتباره عماد المستقبل والقاطرة التي تؤمن تقدم البلاد وتطورها. وفى هذا السياق تركز الاهتمام على وضع خطة وطنية لنشر الثقافة الرقمية لدى الشباب ووضع برامج خصوصية للاستفادة من المزايا العديدة التي تتيحها تقنيات العصر الرقمية للبحث والتجديد والابتكار واحداث المشاريع وتوفير مواطن الشغل. وقد جاء البرنامج الرئاسى للتكوين الاشهادى لينصهر ضمن خطة وطنية متكاملة تهدف الى دعم موقع تونس كقطب اقليمى في المجالات الواعدة المعتمدة على شبكات تكنولوجيات المعلومات والاتصال من جهة، والاستجابة لحاجيات السوق الوطنية من الكفاءات المختصة من جهة ثانية. وشملت الاجراءات فى هذا الاطار توفير فضاءات تكنولوجية ملائمة على غرار المركبين التكنولوجين بمنوبة وبالنحلى الى جانب تطوير البنية التحتية الاتصالية عبر ارساء شبكة من الالياف البصرية داخل المناطق الخدماتية والصناعية الكبرى لتوفير خدمات الانترنات ذات السعة العالية جدا واستغلال مختلف التكنولوجيات من الجيل الثالث والاجيال اللاحقة لنشر الثقافة الرقمية بالاعتماد على عدد من البرامج والاليات. ولان اقتصاد المعرفة يعد حجر الزاوية في بناء مجتمع المعلومات اتجهت العناية الى استكمال وارساء المحيط الملائم لذلك من خلال اقرار سلسلة من الاجراءات لدعم قدرات الاجيال القادمة على الانخراط في مقتضيات الاقتصاد الرقمى الجديد. وياتى البرنامج الوطنى للتكوين المشفوع بالحصول على شهادة المصادقة على الكفاءات في سياق الجهود الوطنية المبذولة للنهوض بالبحث والتجديد التكنولوجى واستحثاث نسق تشغيل اصحاب الشهادات الجامعية وتعزيز تنافسية المؤسسات التونسية وتامين الاستفادة المثلى من تكنولوجيات المعلومات والاتصال. وبهدف ضمان النجاح لهذا البرنامج الطموح الذي يستهدف الشباب من حاملى الشهادات العليا، تكفلت الدولة عن طريق صندوق تنمية المواصلات وتكنلوجيات المعلومات والاتصال بالمساهمة في حدود 50 بالمائة من كلفة التكوين. ويتكفل المستفيد من البرنامج بالنسبة المتبقية عن طريق قرض بنكى او تمويل من قبل المؤسسة بالنسبة الى الاجراء عند الاقتضاء. هذا الى جانب تميز البرنامج الوطنى باعتماد تخفيضات بحوالى 50 بالمائة من الكلفة الفعلية للتكوين وكلفة اجتياز الامتحانات المعمول بها بالنسبة الى العموم. وفي سياق متصل تم ابرام اتفاقية شراكة مع البنك العربي لتونس لتمكين المستفيدين من برنامج التكوين من قروض ميسرة تسند على مستوى كافة نقاط هذه المؤسسة البنكية بمختلف جهات البلاد. وبقدر الحرص على تامين الاستفادة المثلى من التكنولوجيات الحديثة للمعلومات والاتصال وتوسيع دائرة استخداماتها في كافة اوجه الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، تولى تونس عناية خاصة لنشر الثقافة الرقمية فى اوساط الشباب بالخصوص حتى يكون قادرا على الخلق والابداع والتجديد، بما يؤهله للانخراط في سوق الشغل وتركيز المشاريع الواعدة والمشاركة بفاعلية فى مسيرة التنمية. ويعتبر برنامج التكوين والحصول على شهادات المصادقة على الكفاءات في مجالات تطوير البرمجيات وقواعد البيانات والبرمجيات الحرة وقيادة المشاريع وادارة الشبكات والسلامة المعلوماتية من الميادين الواعدة التي توفر فرص هامة للنهوض بالتجديد واحداث المؤسسات وتنويع القاعدة الاقتصادية والنهوض بتشغيلية الشباب من حاملى الشهادات الجامعية بالخصوص.