تونس 20 جوان 2009 (وات) - تمحورت اشغال الملتقى الدولي حول /العملة جسر للحوار بين الشعوب والثقافات/ الذي نظمه البنك المركزي التونسي بالاشتراك مع كرسي بن علي لحوار الحضارات والاديان حول تاريخية ظهور العملة البونية والنوميدية والقرطاجية ودورها في بناء حضارة المتوسط . وابرز السيد محمد حسين فنطر المشرف على كرسي بن علي لحوار الحضارات والاديان في ادراته لهذا الملتقى ان العملة ليست فقط معدنا من الذهب او الفضة او النحاس بل هي لغة تواصل بين الحضارات والثقافات على مدى العصور وتعبير عن مشاغل وطموحات كل بلد فضلا عن كونها اداة للاعلام تعرف بالشعوب وتعكس واقعا معيشا في كل فترة من فترات التاريخ. وفي هذا السياق اوضح ان قرطاج مثلت على مر العصور جسر تواصل بين الحضارات المتوسطية حيث افرز مناخها الحضاري والثقافي الخصب في العصور القديمة عملات نقدية حملت صورا ورموزا تعكس اهتمامات القرطاجيين في تلك الفترة فصورة السنبلة مثلا دليل على ان قرطاج تعول على القطاع الزراعي وتامين الغذاء لسكانها اما صورة السفينة فهي ترجمة للحضور في البحار والطموحات التجارية وتشير صورة الفيل الى الملحمة التي عاشها القائد العسكري حنبعل عبر جبال الالب . وفي مداخلته حول /الثقافات المتوسطية في مراة العملتين البونية والنوميدية/ بين السيد جاك الكسندروبولوس استاذ في التاريخ الروماني بجامعة تولوز الفرنسية ان تبادل العملة في نهاية القرن الخامس بين شعوب المتوسط مكن من الانفتاح على الحضارات الاخرى وتحقيق التواصل بينها بما ان /العملة مراة الثقافات/ على حد تعبيره . ومن جهتها اشارت السيدة لولنزا ايليا مانفريدي الاختصاصية في علم النقديات في مداخلتها حول /خطاب السلطة قرطاج وعملاتها/ الى ان النقود تعبر عن السيادة والهوية في وقت واحد لما ترمز اليه من انتصارات حربية وازدهار اقتصادي. وتناول السيد باولو فيزونا الاستاذ بجامعة كانتوكي بالولايات المتحدةالامريكية في مداخلته موضوع /العملة ورسالتها التقليد والتجديد في السكة البونية طيلة الحرب البونية الثانية/ حيث ابرز ان الحرب البونية الثانية وبالتحديد الفترة بين 216 و210 قبل الميلاد مثلت محطة هامة في تاريخ تبادل العملة في حوض المتوسط حيث ساعدت هذه المبادلات القرطاجيين في التصدى للجيش الروماني. وسلط السيد خالد بن رمضان مدير البحوث بالمعهد الوطني للتراث بتونس في مداخلته الضوء على /اول بنك في الايالة التونسية/ فقد مثلت تجربة انشاء اول بنك في الايالة التونسية نقلة نوعية في التاريخ الاقتصادي والمالي في تونس وبدات هذه التجربة سنة 1847 لتنتهي سنة 1853. واوضح السيد ناصر حسين العبودي كاتب عام اتحاد الكتاب الاماراتيين في مداخلته حول /اضواء على عملات شرق الجزيرة العربية في الفترة الهلنستية/ ان ظهور العملات بالمنطقة الهلنستية يعود الى القرن الثالث قبل الميلاد حيث تم اكتشافها بامارتي الشارقة وام القوين مشيرا الى تشابه العملات المضروبة في شرق الجزيرة العربية في الاشكال التي نحتت عليها مثل النخلة والنسر والحصان. اما السيد علي حمريت الاستاذ المبرز في اللغات والاداب العربية والمختص في تاريخ الحضارات فقد تطرق في مداخلته الى موضوع /اسهام النقود الاسلامية في بناء حضارة المتوسط/ من خلال تقديم عرض للمسار التاريخي للنقود منذ الفتح الاسلامي لافريقية الى نهاية الدولة الحفصية. وفي مداخلته حول /العملة ومفرداتها بين التقليد والتحديث/ تحدث السيد لطفي رحموني الاستاذ في تاريخ الحضارات بمعهد الدراسات العليا السياحية بسيدي ظريف عن المعنى اللفظي للنقديات بالاعتماد على مراجع علمية وتاريخية.