تونس (وات) - حرمت الركلات الترجيحية النادي الإفريقي وصيف النسخة الماضية من المرور إلى دوري المجموعتين لمسابقة كاس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بعد أن ابتسم الحظ إلى منافسه دجوليبا المالي (4-3) يوم السبت بملعب رادس لحساب إياب الدور ثمن النهائي الثاني. وكانت المباراة انتهت في وقتها الأصلي بفوز النادي الإفريقي بنتيجة (2-0) وهي ذات النتيجة التي فاز بها دجوليبا في لقاء الذهاب منذ أسبوعين بباماكو. وسعى مدرب النادي الإفريقي برنار كازونى منذ البداية إلى اختيار أسلوب لعب هجومي وذلك بهدف تدارك تخلف فريقه في حوار الذهاب فعمل من خلال الخطة التكتيكية التي وضعها إلى خلق التفوق العددي في مناطق المنافس. ونجح كل من عبد الكريم النفطي واسكندر الشيخ في تمويل الخط الامامي المتكون من الثلاثي ايزيكال و حمزة المسعدي والشاب حمزة العقربي بكرات موجهة من أجل مغالطة مرمى الحارس على رنقو إلا أن النجاعة لم تكن في المستوى المأمول. وفى المقابل حاول دجوليبا المالي المحافظة على أسبقية الذهاب عن طريق غلق المنافذ المؤدية إلى مرماه بالاعتماد على الكثافة العددية في منطقة وسط الميدان مع التعويل على الهجومات المرتدة التي نتج عن إحداها إصابة الحارس عاطف الدخيلي وخروجه اضطراريا وتعويضه بزميله أيمن بن أيوب ولم يشفع هذا الحذر المالي النادي الإفريقي من فرض سيطرة ميدانية بدت واضحة ولكنها لم تفرز محاولات خطيرة سانحة للتهديف. وتجسمت سيطرة الإفريقي عبر الكرات الثابتة حيث كاد حمزة المسعدي بتصويبة رأسية في الدقيقة 17 أن يفتتح التسجيل إثر توزيعة جانبية من النفطي إلا أن كرته جانبت المرمى بقليل وبنفس السيناريو لم تصب التسديدة الراسية لنافع الجبالي في الدقيقة 24 مرمى على رنقو. وكان جليا ان السبيل الى فك شفرة الدفاع المالي يمر عبر عنصر السرعة والمباغتة في الهجوم وهو ما ترجمته الدقيقة 31 حيث بعد محاولة خطيرة من دجوليبا اثر تصويبة قوية من بعد 20 متر جانبت أخشاب بن أيوب تتحول الكرة بسرعة من الوضعية الدفاعية الى الهجومية لتصل الى ايزيكال الذى مهد كرة ممتازة بالراس الى زميله حمزة العقربي حولها بلمسة فنية إلى شباك المنافس بعد ان رفع الكرة بالحارس رنقو(1- صفر). وحاول النادي الإفريقي تدعيم أسبقيته مستغلا الانتعاشة البسيكولوجية للاعبيه وذلك بالتعويل مجددا على ورقة الكرات الثابتة الا ان التركيز خان أبناء كازونى ليتأجل طموح الأفارقة إلى تعديل كفة لقاء الذهاب ثم ضمان ورقة التأهل إلى الشوط الثاني من المباراة. وجدد النادي الإفريقي نفس سيناريو الشوط الاول من خلال مواصلة نزعته الهجومية مستفيدا من مؤازرة جماهيره التي حاولت شحذ همم اللاعبين ودفعهم للتقدم نحو مناطق المنافس وكاد حمزة المسعدي في الدقيقة 50 ان يضيف الهدف الثاني مستغلا تصويبة زميله أسامة الحدادي الا ان الكرة اخطأت المرمى. وكان الإشكال الذي اعترض الأفارقة يتمثل في تقطع وتيرة عملياته الهجومية مما مكن لاعبي دجوليبا المالي من امتصاص ضغط الافريقى فى مرحلة اولى ثم تهديد مرمى بن ايوب فى مرحلة لاحقة عبر العمليات الهجومية السريعة والتسديد من بعيد من ذلك التصويبة على الطائر فى الدقيقة 57 من بوتا جانفى إلى جانب محاولتي الو بكايكو و بانقورا في الدقيقتين 58 و60 . وعمد المدرب كازوني إلى الدفع بجميع أوراقه الهجومية المتاحة من خلال إقحام المهاجم وجدي الجباري مكان زميله اسكندر الشيخ حيث أضحى الثقل الهجومي للنادي الإفريقي أكثر وقعا وعلى منوال الهدف الأول كاد ايزيكال في دق 64 ان يضاعف النتيجة بعد انفراده بالحارس على رنقو الا ان اللمسة الراسية للتشادي أبعدها الدفاع المالي و الكرة في طريقها إلى الشباك. ومع اقتراب نهاية المباراة ازداد ضغط النادي الإفريقي من اجل الوصول إلى مرمى دجوليبا ولكن هذه السيطرة الميدانية لم تتجسد بالطريقة التي كان يتمناها جمهور الأحمر والأبيض بما أن التركيز خان عناصر الهجوم على غرار التسديدة الأرضية للاعب البديل علاء المرزوقي (دق 83) والتي جانبت المرمى رغم وجوده في مكان جد مناسب للتهديف. واستعان دجوليبا المالي في الدقائق الأخيرة من المباراة بخبرته للتخفيض في نسق اللعب بشتى الطرق وذلك عبر الاستماتة الدفاعية في الذود عن مرمى على رنقو وكذلك التحكم في نسق اللعب في اللحظات الحاسمة وفى الوقت الذي كانت فيه المباراة تسير نحو النهاية حبس جمهور الإفريقي أنفاسه على وقع هفوة الدفاع المالي على اللاعب حمزة العقربي ليعلن الحكم عن ضربة جزاء في دق 90 زائد 6 حولها أمير الحاج مسعود إلى هدف ثان لتنتهي المباراة بانتصار النادي الإفريقي (2- صفر) وبالتالي اللجوء إلى ضربات الجزاء الترجيحية لتحديد الفريق المتأهل بعد ان كان الفريق المالي فاز ذهابا بنفس النتيجة. وكان الحظ إلى جانب الفريق المالي الذي تفوق 4-3 ليتأهل إلى دوري المجموعتين فيما خرج النادي الإفريقي من المسابقة القارية بصفة مبكرة.