صفاقس (وات)- نظمت صباح يوم الثلاثاء مجموعة من أعوان وإطارات مؤسستي مخابر "قال فارما" لصناعة الأدوية بصفاقس والمصرف العام للطباعة وتحضير اللف الخفيف "كوجيتال" وقفة احتجاجية مشتركة أمام مقر الولاية على خلفية المطالبة بتوفير الظروف الأمنية في محيط عملهم وايقاف الاعتصامات التي تشل نشاط مؤسستيهم وتهدد موارد رزقهم. وقد رفع المحتجون الذين نفذوا وقفة ثانية أمام مقر اذاعة صفاقس شعارات تندد بالاعتصامات التي تنفذها على حد قولهم أقلية على حساب الأغلبية مستنكرين ما أسموه ب"لا مبالاة الوالي وغياب رجال الأمن لفض هذه الاعتصامات التي تنخر اقتصاد البلاد وتهدد مورد رزق العمال". في المقابل استغرب الوالي محمد علي الجندوبي هذا الاحتجاج مذكرا بأنه قام بكل المساعي كرئيس للجنة الجهوية للمصالحة بما أثمر حلولا وفاقية بين أطراف النزاع المتمثلة في النقابة من جهة وادارتي شركة "قال فارما" وشركة "كوجيتال" من جهة أخرى ومؤكدا الحرص على استتباب الأمن بالجهة وتفادي حصول مواجهات بين العمال المنقسمين الى تيار يرغب في العودة إلى العمل وآخر يتشبث بمطالبه النقابية. وأوضح أنه قد تم التدخل لدى طرفي النزاع بشركة "كوجيتال" والتوصل الى تعليق إضراب كان مقررا تنفيذه أمس فيما لا يزال الإشكال قائما في شركة "مخابر قال فارما" حيث لم يتسن التوصل إلى حل نظرا لإصرار صاحب المؤسسة على طرد 21 عاملا وهو ما لم تقبل به المنظمة النقابية. ولدى لقائه بعدد من ممثلي وسائل الاعلام بالجهة وجه الجندوبي الدعوة الى كل الأطراف للتعقل وتنفيذ الحلول التي تم التوصل اليها في إطار الجلسات الصلحية التي عقدت بمقر الولاية مبينا ان الظرف الحالي ومصلحة تونس تتطلب اليوم نكران الذات والتضحية والتنازل والانصراف الى العمل في جو من الوفاق والتعاون والتكامل بين كل الأطراف. ومن جهته أكد معتمد الشؤون الاقتصادية بالولاية البشير النفاتي ان ما قامت به السلط الجهوية في ولاية صفاقس في إطار عمل اللجنة الجهوية للمصالحة أو خارج هذا الإطار قد أتاح تنقية الأجواء الاجتماعية بشكل كبير وفض إشكاليات الاضرابات والاعتصامات في ما يزيد عن 200 مؤسسة باستثناء ثلاث أو أربع مؤسسات منها "قال فارما" و"كوجيتال" وذلك بسبب بعض التعنت في المواقف وتدخل "بعض الأطراف الخارجية التي تشحن الأجواء" على حد قوله. يذكر ان شركة "قال فارما" وشركة "كوجيتال" المتوقفتين عن العمل منذ مدة تشغلان على التوالي 180 و200 عاملا.