اختتمت يوم 10 سبتمبر 2017 الجامعة الصيفية للحركات الاجتماعية التي نظمها المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية بمدينة سوسة على امتداد ثلاثة أيام بحضور أكثر من 150 مشاركا يمثلون حركات اجتماعية مختلفة ونشطاء من المجتمع المدني وخبراء داعمين للحراك الاجتماعي وممثلي عائلات شهداء وجرحى الثورة. لقد جاءت الجامعة الصيفية الثانية في إطار متابعة توصيات المؤتمر الوطني الأول للحركات الاجتماعية والذي انعقد خلال شهر مارس 2017. وبعد تقييمهم لتوصيات الجلسات العامة وأعمال الورشات يؤكد المشاركون على أهمية هذا اللقاء الذي انعقد في ظرفية اتسمت بخروج أسماء حكومة الشاهد الثانية للعلن دون ان تحمل تركيبتها وهيكلتها مؤشرات جديدة تنبؤ بتغيير محتمل للسياسات الاقتصادية والاجتماعية الجائرة حيث تتواصل سياسة الارتهان للمؤسسات المالية المانحة و تجاهل الاحتجاجات الاجتماعية المتواترة في عديد الجهات المطالبة بالتشغيل والتنمية و الحق في الماء والصحة والحقوق البيئية وملاحقة نشطائها امنيا و قضائيا وتعطيل مسارات التفاوض في بعضها أحيانا والانقلاب على الاتفاقيات في اغلب الاحيان و ويتواصل العجز عن إيجاد بدائل حقيقية تقطع مع الخيارات التنموية السابقة التي اثبتت فشلها وتحميل مسؤولية الازمة وتبعاتها للفئات المحرومة و المهمشة وفي تنامي الفساد و سطوة رموزه وامتدادهم سياسيا وفي تراجع لأي ارادة لاقتلاعه من جذوره بعيدا عن ايه تصفية حسابات بين مراكز نفوذ مختلفة وفي ظرف أيضا يتسم بتواصل سياسة المحاصصات في التشكيل الحكومي و مختلف التسميات التي اتسمت بعودة اقوى للوبيات النظام القديم مع تدعيم اللوبيات الجديدة مراكزها. ان الحركات الاجتماعية التي سبقت وان التقت في إطار الجامعة الصيفية الأولى والمؤتمر الوطني وسعت لتقييم نضالها وتدارك نقائصها وتعثراتها ولمزيد التشبيك بينها وتعزيز تضامنها وصمودها وتطوير أدائها وتنويع اشكال نضالها واقتراح بدائلها سبق ان أطلقت عبر التنسيقية الوطنية للحركات الاجتماعية نداءات من اجل الحوار وقع تجاهلها وحذرت من سياسات الهروب الى الامام والتجريم والوصم التي لن تثنيها عن مواصلة نضالها وايمانا منهم بضرورة مواصلة نضالهم المشترك وفق رؤية واضحة فان الحركات الاجتماعية المشاركة تعلن: دعمها لمطالب أهالي عائلات شهداء وجرحى الثورة من أجل كشف الحقيقة وضد الإفلات من العقاب ومن اجل اصدار قائمة شهداء الثورة وجرحاها. تأكيدها على علاقات الثقة التي تجمع الحركات الاجتماعية بالاتحاد العام التونسي للشغل كمساند دائم للقضايا الاجتماعية العادلة. وعيها بالمخاطر التي تهدد الاحتجاجات الاجتماعية من تجريم وتشويه وعزل وعملها على مزيد التشبيك والتضامن والصمود. العمل على تفعيل ودعم مبادرات شعبية للتصدي للفساد ورموزه واختراقه لأجهزة الدولة المهدد بانهيارها. استنفارها من اجل التصدي لكل السياسات والقوانين و"الإصلاحات" الجائرة والتي تردد النظام القديم في فرضها لتجد اليوم فاسدين بأكثر جرأة يستميتون في تمريرها. انفتاحها على الحوار من اجل تحقيق مطالبها المضمنة بالدستور والتي رفعها المحرومون والمنسيون ذات ديسمبر 2010 من اجل الكرامة والعدالة الاجتماعية. استعدادها لتصعيد نضالها في وجه كل سياسات العزل والتشويه والتجريم و"الحڤرة" والتراجع عن الاتفاقات بأساليب وأشكال نضالية جديدة وموحدة. تمسّكها بالتنسيقية الوطنية للحركات الاجتماعية اطارا للتشبيك والتضامن والعمل المشترك بين الحركات الاجتماعية ومسانديها والعمل على مزيد انفتاحها وتفعيلها وتكثيف حضورها الميداني. تضامنها مع اضراب الجوع الذي يخوضه أبناء العائلات المعوزة المعتصمين امام وزارة الشؤون الاجتماعية منذ أشهر. المجد والخلود للشهداء من أجل تونس أخرى ممكنة تونس الكرامة والعدالة الاجتماعية الجامعة الصيفية الثانية للحركات الاجتماعية