شرّفنا اليوم بالحضور أمام مبنى الإذاعة بعض مربّي الدواجن جاؤوا يبلغون احتجاجهم على قرار الحكومة بتسعير “حارة العظم” ب600 ملّيم فنصبوا شاحناتهم في طابور طويل عريض بعضها كان محمّلا بمئات “طارات” البيض لتتشمّس بأشعّة شمس صيفية تزيد البيضة حيوية وحرارة لتُروّبَ دم سعيد الحظ آكلها بما أنه سيتناول بيضا ثوريا وقف يحتج أمام جهاز إعلامي على الظروف التعيسة التي ولدته فيها أمّه الدجاجة فالوالدة المسكينة ظلّت منذ فقس بيضتها تُعاني ظروف الإقامة الصعبة في مدجنة مشيّدة “بالقالب والزينقو” تغيب عنها ظروف التدفئة الشتوية والتكييف الصيفي وأخصّائي في التوليد بل وحتّى “قابْلة عربْي” ... وهي تشكو أيضا قسوة قلوب أصحاب المداجن فلا هم يدلّلونها أيّام وحْمها قبل وضع البيض ولا هم يغيّرون لها من أكلها أياما وأسابيع وكأن المسكينة متعاقدة مع “الكونسونتري” ... كما تشكو الدجاجة الضّحية أمّ البنين البيْض قلّة الراحة في مسكنها وغرفة نومها المفروشة “بالنْجارة” وهجران حبيبها السردوك لها في مضجعها بفعل فاعل من أجل كل ذلك وعملا بالحديث النبوي الشريف “الجنّة تحت أقدام الأمّهات” وبِرّا بالوالديْن ثار البيض على وضعية والدته ورفع شعار لا للولادة من هنا فصاعدا في المداجن نعم للولادة في “الكلينيك” وإنْ تعذّر في “صبيطار الحاكم” مع ضرورة توفير couveuse للعظمة ناقصة النمو أيْ من غير قشرة حتّى يقوى عودها وتخرج للجمهور المستهلك في أحلى حلّة وثمن يليق بمقامها ومقام والدتها المبجّلة التي هدّدت باتّباع سياسة التنظيم العائلي في حال عدم الاستجابة لمطالب ابنتها البيضة وتحيّة منّي للابنة البارّة بوالدتها العظمة بنت الدجاجة أهديها هذه الكلمات : يا أتعس عظمة في حياتي ... إنتِ الحاضر إنتِ الآتي ... إنتِ في جيْبي سرقانة ... إنتِ في عيوني سهرانة ... وآنا فادِدْ يا مولاتي ...