في قمة بلا جمهور اقيمت في طقس صيفي حار، غابت المتعة والفرجة وسادت المخالفات بقوة، اقتسم الترجي الرياضي وضيفه النجم الساحلي نقطتي التعادل السلبي في «كلاسيكو» انتظرنا منه الكثير لكن كان دون المأمول. بداية المباراة كانت بطيئة ومملة للغاية، حيث لم يجرؤ اي من الفريقين على لعب الهجوم باستمرار رغم ترسانة «النجوم» من الجانبين ورغم اعتماد المدربين على تشكيلتين ذات صبغة هجومية اذ عول البنزرتي على لاعب ارتكاز وحيد (القربي) مقابل ثلاثة (صانعي ألعاب) وهم الدراجي والقربي وافول فضلا عن المهاجم غنام في حين عول فاخيز على أربعة لاعبين ذوي نزعة هجومية (أوزينغا ، ? الشهودي ، بلغول، العكايشي) لكن التخوف من النتيجة من ناحية والتأثر بحرارة الطقس من ناحية ثانية وعدم تحرر اقدام اللاعبين في هذه المباراة الافتتاحية خلال الموسم الجديد، جعل النسق يبدو رتيبا ومملا، فانحصر اللعب وسط الميدان وكثرت المخالفات من الجانبين فغابت الفرص على امتداد فترة طويلة وذلك اذا استثنينا تصويبة الشهودي في الدقيقة 15 لكن كرته مرت عالية. مع مرور الوقت تحسن تدريجيا مستوى النجم الساحلي فبعد ان كانت السيطرة النسبية من جانب الترجيين الذين ضغطوا دون جدوى في مناطق النجم اصبح اللعب سجالا ومتعادلا ناهيك وان لاعبي النجم وجدوا نسبيا التناغم المطلوب بين الخطوط الثلاثة لتتاح فرصة بارزة لاوزينغا في الدقيقة 28 عندما حاول رفع الكرة بالحارس نوارة لكن الدربالي أبعد الكرة من الخط النهائي للمرمى في محاولة جريئة انتهت بتصويبة قوية من الشاذلي مرت جانبية وعلى إثر هجوم معاكس لم ينجح اوزينغا في استغلال موقعه المناسب ليبعد الدفاع الخطر. خلال الدقائق الاخيرة تحسن مستوى اللعب نسبيا وحاول كل فريق فرض سيطرته لكن دون جدوى ولم نسجل سوى محاولة في الدقيقة 35 عندما تسرب من الجهة اليسرى لدفاع الترجي لكنه لم يحسن التمرير. تحسن ملحوظ خلال الفترة الثانية اتيحت للنجم فرصة سانحة منذ الدقيقة الاولى حيث تابع كرة مرتدة عن الحارس نوارة غير ان تصويبته لم تكن قوية. ايقاع المباراة كان مغايرا عن بداية الشوط الاول حيث حاول كل فريق الاعتماد على الهجومات المنسقة والتمريرات القصيرة غير ان الامتياز كان للضيوف بما انهم نجحوا في خلق اكبر عدد من الفرص وضغطوا على مناطق الترجي . فحاول الشاذلي مجددا مباغتة نوارة بتسديدة قوية مرت عالية قبل ان تتاح للعكايشي ابرز فرصة خلال هذا الشوط عندما راوغ الدربالي وانفرد بالحارس نوارة قبل ان يسدد كرة ارضية غير ان بن يوسف ابعد الكرة من الخط النهائي... مقابل ذلك اتيحت للترجي فرصة افتتاح النتيجة في الدقيقة 60 عندما نفذ الدربالي ضربة مخالفة بطريقة محكمة لكن المثلوثي تألق وابعد الكرة للركنية قبل ان يرد نفخة بطريقة مماثلة في الدقيقة 66 ليتألق نوارة بدوره وليبعد الكرة للركنية... ورغم التغييرات التي قام بها كل مدرب الا ان النجاعة الهجومية بقيت مفقودة فلم ينجح العياري بديل غنام ولا سانطوس معوض نفخة في صنع الخطر على مرمى المنافس لينخفض مجددا نسق اللقاء وتغيب الفرص السانحة للتسجيل لنتهي بذلك هذه المواجهة بتعادل منطقي وعادل خاصة وان الفريقين لم يجازفا كثيرا بالهجوم...