يحيرني أمر حقوقيينا أحيانا، فأستغرب بياناتهم وتصريحاتهم، التي تدل عن جهلهم بالواقع كجهل "ماري إنتوانات" بحالة شعبها، عندما قيل لها الشعب ثائر من الجوع، نصحت بأن يأكل الشعب "الكعك"! (القاتو)... وهو عين ما فعل باي تونس حين قال لم لا يأكل الشعب "العصيدة"؟ ولسائل أن يسأل الآن ما علاقة هذا بعمل الحقوقيين وبياناتهم! ... فأجيبه بأنهم رغم طولِ ممارستهم لعملهم إلا أنهم لم يفهموا بعدُ، ما هي الجرائم التي يعاقب عليها القانون؟ أو تكون سببا في متابعة البوليس وإن لم يكن منصوصا عليها في القانون! لمْ يتوضح الأمر بعد؟ ... إليكم مثال، فبالمثال يتضح الحال! هذا جزء من بيان للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: "أوقف أعوان للأمن يوم الأربعاء 2009.08.19 السيد شكري بن المنصف سلمان لدى وصوله مطار تونسقرطاج الدولي، وإقتادوه إلى جهة غير معلومة، ولا تعلم عائلته إلى اليوم عن مصيره شيئاً. والسيد شكري (...) من مواليد (...) 1972(...) بفرنسا حامل للجنسيتين، التونسية والفرنسية. (...) ولا تعلم عائلة سلمان عن إبنها شكري تورطه في ما من شأنه أن يَضعه موضع اشتباه سواء من جهة السلطات الفرنسية أو من جهة السلطات التونسية،غيرأنه متدين و ملتحي و" ربما " على جبينه علامة السجود و" قد" يكون يرتدي قميصاً عربياً.."!! ما أثار استغرابي من هذا البيان أن أصحابه لا يعتبرون، التدين تهمة! ... واللحية تهمة تعظم كلما ازدادت اللحية طولا! وان اختفت أو ادعى صاحبها أنها موضة تصبح علامة السجود هي التهمة! ... أما القميص العربي فتنكر للعادات والتقاليد وارتماء في أحضان الأجانب وإعراض عن الإنضواء تحت جبة الزعيم التي لأمر ما أصر على ارتدائها يوم أن قدم ترشحه! ولكن ما يثير الإستغراب من الجهة الأخرى، الحساسية المفرطة من شعر اللحى! ... أو لعله التعاطف مع رفاق المهنة الذين قل عملهم بسبب اعراض الناس عن حلق لحاهم! مظهر المواطنين من الأشياء التي يعود أمر تحديده للدولة ولنا في الزعيم وطاقمه إسوة وقدوة! .... فهل رأيتم واحدا منهم له لحية أو شارب؟ وهل الشعر من الأشياء التي يزايد بها زيدٌ عن عمر؟! ... أمرٌ غريبٌ فعلا هذا الإهتمام بالشعر إلى درجة أنه أدمج بالسياسة! ... وفاقت مرتبة الحلاق مرتبة الوزير أحيانا!! لا اعتراض ولكن هونا ما، حتى لا يصبّ الله علينا بلاءه ونصاب جميعنا بالصلع! فيفقد الحلاقون وصناع أصباغ الشعر أرزاقهم! لا بأس أن تكون الحلاقة شعبة من شعب السياسة ولكن لا تجعلوها كل السياسية حتى نحقن دماء كثيرة من السيلان!