تنبيه/ قطع التيار الكهربائي عن هذه المنطقة يوم الأحد..    اتصالات تونس تكرم أفضل صاحب معدل في امتحان الباكالوريا    تدعيما للأمن الغذائي...تعاون إطاري تونسي- روسي مرتقب في قطاع الحبوب    شركة السكك الحديدية تعلن إلغاء السّفرات الليلية بالخطّ E تونس/بوقطفة    عاجل/ مفاوضات هدنة غزة..أبرز تعديلات حماس على الاتفاق..    عاجل/ نصر الله يلتقي وفداً من حماس..    بطولة أمم أوروبا: تسليط عقوبة الإيقاف على لاعب المنتخب التركي    إنتقالات: أيمن دحمان يرفض عرض النادي الإفريقي    مناظرة السيزيام/ التميز من ولاية القصرين: هذا أفضل معدل وطنيا..#خبر_عاجل    فظيع/ قتيل و5 مصابين في حادث مرور مروع بالقيروان..    الحماية المدنية: 9حالة وفاة و323 إصابة خلال 24ساعة.    صفاقس حادث مرور قاتل بطريق منزل شاكر كم25    مواد تجميل مقلدة تتسبب في تشوهات للمستهلك ماالقصة ؟    بلغت.. %3.2نسبة معتدلة لتطور قروض البنوك للاقتصاد الوطني    الصين تتصدر عالميا إختراع الذكاء الصناعي    وزارة التربية تكشف تفاصيل الأخطاء التي وردت بنتائج الباكالوريا    هام/ هيئة الدعم والمساندة للنجم الرياضي الساحلي تعلن عن هذه القرارات..    سليانة: تقدم موسم الحصاد بنسبة 97 بالمائة    بسبب ارتفاع درجات الحرارة : مصرع 50 مهاجرا افريقيا في الصحراء    رصد 276 مليون دينار لتحسين خدمات التطهير لأكثر من نصف مليون مواطن    من هو جوزيبي بيروني السفير الجديد للإتحاد الأوروبي في تونس؟    رسمي: البرتغالي ألكسندر سانطوس مدربا جديدا للنادي الصفاقسي    بعد حالة الإحتقان في حفل كايروكي..مدير المهرجان يوضح    مساء اليوم: رصد هلال بداية السنة الهجرية الجديدة    اليوم..رصد هلال بداية السنة الهجرية الجديدة 1446 هجري..    طائرة أمريكية دون طيار تراقب الساحل الليبي وسط البحر المتوسط    فاروق بوعسكر: هيئة الانتخابات لا تضع قواعد الترشح للانتخابات بالنّظر إلى حالات خاصّة    عاجل/ هذا ما قرره القضاء بخصوص مطلب الإفراج على المحامي مهدي زقروبة..    بايدن يؤكد أنه لا يعتزم الانسحاب من السباق الرئاسي    طقس اليوم: ارتفاع طفيف لدرجات الحرارة داخل البلاد مع استقرارها بالمناطق الساحلية    اليوم.. انطلاق دورة التوجيه الجامعي للمتفوقين في امتحان الباكالوريا    جيش الإحتلال يستهدف بنية تحتية ل"حزب الله" في جنوب لبنان    زفيريف يطيح بجيرون ويتأهل إلى الدور الثالث في بطولة ويمبلدون    5 شهداء في جنين ومستوطنون يطلقون النار على منازل الفلسطينيين    مساء اليوم: رصد هلال بداية السنة الهجرية الجديدة 1446 هجري    صيف المبدعين..الفنّانة التشكيلية لطيفة الجلاصي.. قعقعة القصاع والغرابيل ،رائحة البخور والزغاريد ... عطر فاح بمنزلنا    إثر ظهور مرض معد عند الأبقار في بلد مجاور: وزارة الفلاحة تتخذ هذه الإجراءات    مصالح الحرس الديواني بسوسة تحجز كميات من المصوغ من الذهب والملابس الجاهزة المهربة بقيمة 941 ألف دينار    ايرادات عمليات التدخل في السوق النقدية شكلت 54 بالمائة من اجمالي ايرادات البنك المركزي لسنة 2023    اسعى للمشاركة في كاس العالم 2025 وهدفي الابرز الاولمبياد الشتوي ميلانو 2026 ( بطل الاولمبياد الشتوي جوناتان الوريمي) "    جزيرة جربة عاصمة الطبخ العالمي الخاص بالجزر في 2025    قرعة تصفيات كاس افريقيا للامم 2025 - المنتخب التونسي ضمن المجموعة الاولى الى جانب مدغشقر وجز القمر وغامبيا    عدد المسافرين عبر المطارات التونسية يتجاوز 4 ملايين مسافر موفى جوان 2024 - ديوان الطيران المدني والمطارات    45 بالمائة من التونسيين يعتمدون على المياه المعلبة مصدرا أساسيا (استطلاع رأي)    العِلاجُ السّهلُ    أولا وأخيرا .. «عزوزة وشدّت سارق»    تتويج للمسرح التونسي بالأردن    ما صحّة ما يروج حول إقالة مدير مهرجان قرطاج؟    بطولة ويمبلدون: أنس جابر تصعد الى دور ال16    الرابحي يوصي بالابتعاد عن استهلاك الدلاع في شكل قطع    تلوث الهواء يتسبّب في 7% من الوفيات في الهند    6 طرق تجنّبك التفكير المتواصل في الأشياء السلبية    صفاقس تظاهرة خلال شهري جويلية وأوت 2024 بفضاء شاطئ القراقنة    حمى غرب النيل تضرب الكيان المحتل    الشاشة في الميزان ..هل حقا «الجمهور عايز كده»؟    حكايات تونسية..الموروث الشعبي المنسي.. دمّه يقطر بين الوديان (2/2)    10 أشياء.. إياك أن تبوح بها للآخرين!    دكتورة تونسية تُصحّح الأفكار الخاطئة عن ''الدلّاع''    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القضاة بين الوظيفة السيادية وحالة الدونية
نشر في كلمة تونس يوم 18 - 08 - 2009

"جعلنا"، "وبادرنا"، "وحرصا منا"، "و سعينا"، "وعملنا"، "و وفّرنا"، "ونوصي اليوم"... بهذه العبارات استعرض بن علي تطورات المجال القضائي خلال اجتماع المجلس الأعلى للقضاء ليوم 3 أوت الجاري. جميع المبادرات صدرت عن الجهاز التنفيذي فيما انحصر دور القضاة، مشكورين، في حسن الاستفادة منها.
إنّنا نعجز على العثور على أبسط إشارة تعطي للقضاء اعتباره كسلطة تتمتّع بالندية والاستقلالية. بيد أنّ المسألة لا تتوقّف عند لهجة التخاطب أو مضمون الكلمات. أحكام الدستور - وبالتحديد ما نصّ عليه الفصل 65 "القضاة مستقلون لا سلطان عليهم في قضائهم لغير القانون" - بقيت مجرّد لافتة تُشهر، صيانة للطقوس، لتداس في الواقع المعاش، دون رادع ولا تردّد. هكذا تحْكُمُ الإدارة سيطرتها الكلّية على المجلس الأعلى للقضاء الذي له اليد العليا على كل ما يتعلّق بالوضع المهني للقاضي، من ترقية ونقلة وقرارات تأديبية. فتحدّد تعيينات الإدارة ما يفوق ثلثي تركيبة المجلس الأعلى للقضاء - 10 مناصب من ضمن 16 - قي حين لا يُنتخب القضاة الا ستة منهم في ظروف لا علاقة لها بالديمقراطية. يفتقد القضاة التونسيون إلى الضمانات الدنيا لأداء رسالتهم في كنف الاستقلالية حيث تبقى المعايير الدولية غير معمول بها في حين تحاصرهم شتى الضغوط الادارية. فالقاضي اليوم ليس صاحب الوظيفة السيادية، بل تعامله الادارة بصفته موظف لديها لا يحق له التعبير الحرّ ولا يسافر إلا بالترخيص، إضافة إلى حرمانه قانونا من حق الطعن في الاجراءات التأديبية. لكن أبرز الضغوط التي تطال القضاة هو دون منازع قرار نقلتهم دون رضاهم. لقد أدانت خمسة قاضيات "تسليط النقل التعسفية عليهن وعزلهن عن أطفالهن وأسرهن واستثنائهن من الترقية والنقلة" منذ سنة 2005 وضمن سلسلة من الإجراءات العقابية جرّاء مواقفهن من أزمة جمعية القضاة التونسيين. كما كشفن بشجاعة لافتة "شتى أنواع الحيف والإهانة وبإفرادهن بنظام مراقبة على الحضور بالمحاكم" وتعرضهن "لاستجوابات مهينة ومتكررة بالتفقدية العامة بوزارة العدل وحقوق الإنسان ولاقتطاع مبالغ هامة من أجورهن" وذكرن "منع أعضاء الهيئة الشرعية من التنقل يوم 21- 12- 2008 الى مكان انعقاد مؤتمر الجمعية الثاني عشر وضرب حصار أمني على منازلهم"... تطلعات الانعتاق والتخلص من واقع الدونية والتبعية يشاطره اليوم الكثير من القضاة التونسيون وهو ما يفسر لجوء الإدارة في صائفة 2005 إلى خلع الهيئة المنتخبة لجمعيتهم لمجرّد رفعها مطالب تكرّس استقلالية القاضي. ولم ننس المبادرة الجريئة التي صدرت يوم 5 جويلية 2001 عن القاضي المختار اليحياوي عندما أشار إلى "الوصاية [المفروضة على القضاء التونسي] بسيطرة فئة من الانتهازيين المتملقين الذين نجحوا في بناء قضاء موازٍ خارج عن الشرعية بكل المعايير". لقد كلفته تلك الخطوة فصله عن القضاء تلته ملاحقات ومضايقات لا تحصى واجهها ببسالة. كل ذلك جعل الحكمم يدرك اليوم أنه يواجه إرادة قوية، متعددة المشارب، تسعى إلى ارساء سلطة قضائية مستقلة.
المنصوص عليها صلب "المبادئ الأساسية للأمم المتحدة المتعلقة باستقلال القضاء". نشر النداء بتوقيع كلثوم كنّو (الكاتب العام للهيئة الشرعية لجمعية القضاة التونسيين) ووسيلة الكعبي (عضو المكتب التنفيذي) وروضة القرافي (عضو المكتب التنفيذي) وليلى بحرية (عضو الهيئة الإدارية) ونورة حمدي باسبوعية "الطريق الجديد" الصادرة في 13 مارس 2009. في "رسالة مفتوحة إلى رئيس الدولة".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.