نشر رئيس الحكومة المؤقتة مهدي جمعة إصداراً فايسبوكياً على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك، جاء فيه ما يلي: " 17 ديسمبر 2010 – 14 جانفي 2011، تاريخ ثورتنا المجيدة ، ملحمة تونسيّة خالصة ستخلد في ذاكرة الشعوب والأمم وستتناقلها الأجيال جيلا عبر جيل،أربع سنوات انقضت على قيام أوّل ثورة في البلاد مكّنت الشّعب الذي نعرب له عن نخوتنا وفخرنا واعتزازنا من إنجاز دستور توافقي توّج مرحلة انتقاليّة استكملناها باستحقاقات تشريعيّة ورئاسيّة ناجحة، ثمّ انطلقنا من الإنتقال السياسي لنشرع في إرساء انتقال اقتصادي واجتماعي. ...(لقد)تمكنّا من تخطّي كلّ الصعوبات ومجابهة كافة الأخطار والطوارئ إيمانا منّا باستمرايّة الدولة وديمومة المؤسّسات وسنّة التّداول على السّلطة وتعاقب الحكومات،لم يكن نجاحنا بالأمر الهيّن ولم نتهيّب من وعورة الطريق ولم ندخر جهدا في تحمل المسؤوليّة مهما كانت دقّة الظروف وكنّا نتقدّم بكلّ ثقة وخطى ثابتة من أجل حمل الأمانة التي حمّلنا إياها التونسيّون والتونسيّات كما يجب وتسليم العهدة في أفضل حال. عملنا ما في وسعنا على تكريس استحقاقات ثورة الحريّة والكرامة إلى جانب الإهتمام ببسط الأمن وإشاعة الطمأنينة وتثبيت الإستقرار في كلّ شبر من أرض الوطن،ولم ندخر طاقة من أجل القضاء على التطرّف والتصدي للإرهاب ومحاربة الجريمة والتصدّي للتهريب ولم تفتر عزائمنا برهة من أجل تحقيق منعتنا وصون سيادتنا وحفظ استقلاليّة قرارنا. دعوة أوجهها بكلّ ودّ وشعور حقّ بالوطنيّة والخوف على بلادي إلى كلّ القادة السياسيين والفاعلين الإقتصاديين الإجتماعيين ورجالات الفكر والثقافة والفنّ والإبداع وإلى كلّ مكوّن من مكوّنات المجتمع المدني وإلى كلّ مسؤول في موقع قرار وإلى كلّ عامل في موقع من مواقع الإنتاج،أدعوهم جميعا إلى تحمّل مسؤوليّاتهم في حفظ ما حقّقناه وصون ما أنجزناه وعليهم أن يضعوا في الإعتبار أنّ تجربتنا الديمقراطيّة قدّر لها النّجاح وهي سائرة نحو التطوّر والتألّق والتحوّل من ديمقراطيّة ناشئة إلى ديمقراطيّة ناضجة تنادد ديمقراطيّات البلدان المتقدّمة. أقول للجميع انّنا محلّ أنظار العالم الذي يتابع مسيرتنا ويراقب تطوّر تجربتنا وأنّ مسؤوليتنا جسيمة لإتمام ما بدأناه،فلنواصل التشييد والبناء ونترك معول الهدم فهو لا يصلح لنا ولا يليق بشعب كشعبنا،ولنستمرّ في العمل وبذل الجهد والتقدّم ونترك تجاذباتنا وخصامنا جانبا ولنضع أيادينا بعضها في بعض مسيرتنا التي أراها مظفّرة بالنجاح والفلاح والصلاح،وإنّ غدا مشرقا متوهّجا لناظره قريب. تحيّة خالصة أسوقها إلى كلّ "أمّ شهيد" وإلى كلّ "زوجة ثكلى" وإلى كلّ أب أو أخ أو ابن ملتاع وإلى كلّ بنت أو أخت مكلومة وإلى كلّ الجرحى، تحيّة مفعمة بالتقدير والإكبار لشعبي الكريم بالداخل والخارج، شيبه وشبابه نسائه ورجاله وأطفاله. المجد لشهداء ثورة الحريّة والكرامة " المجد لشهداء المؤسستين الأمنيّة والعسكريّة المجد لشهيدي الوطن شكري بلعيد والحاج محمد البراهمي عاش وطني حرّا منيعا،عاش شعبي أبيّا كريما."