سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كنا نستحم في برامل في الهواء الطلق تحت المطر والثلوج ومحمد صالح البقلوطي افضل حارس لكل الاوقات حتى لا ننساهم : مع لاعب اولمبيك الكاف سابقا محمود الفرشيشي
قد تأخذ الايام من بعضهم تعب السنوات وتضحيات العمر... وقد ينسى بعضهم الآخر انّ الدنيا تواصل بين الاجيال وانّ الكرة مرحلة اما الحياة فهي مراحل اخرى، كرة القدم في جهة الشمال الغربي كانت اهدافها واضحة بما انها كانت واحدة من الاليات التي اعتمدها البعض لمقاومة المستعمر، ومنها استفاد البعض الاخر من كلّ تلك التضحيات، وبقي البعض الآخر هكذا دون تحقيق ما يرنون إليه، محمود الفرشيشي واحد من اللاعبين الذين اعطوا الكثير لكرة القدم في الشمال الغربي بما انه واحد من جيل مازال في الذاكرة الشعبية مازال الكل يتذكره بمعية سعد كرموس والطيب الجبالي وبن جبرية والمشري، هو واحد من الذين اخذتهم الدنيا على غير ما يتمنون لكنّ العم محمود يقول: «ذلك هو النصيب بالنهاية ضيفنا في ركن حتى لا ننساهم لاعب من طينة خاصة بما انه كان مهاجما من نوع خاص وخاص جدا نقول هذا لانّ الذين شاهدوه يتعامل مع الكرة يقولون انه واحد من اللاعبين الممتازين والذين ولمن لا يتذكرون العم محمود الفرشيشي نقول انه لاعب يساري كان يتميز بتسديداته القوية ومراوغته السريعة كان بدأ مع اولمبيك الكاف سنة 1961 على ارضية ملعب بالجيلاني هناك على الارضية الصلبة كان العم محمود الفرشيشي نجما فوق العادة نحن زرناه في الكاف وفسحنا له مجال مزيد التعرف عليه فقال اسمي ولقبي محمود الفرشيشي من مواليد 22 افريل 1943 اب لعلي ومحمد وفرح وبلال موظف متقاعد من وزارة الصحة العمومية من غريب الصدف انني انضممت للأولمبيك وعمري آنذاك 17 سنة وبحكم امكانياتي الفنية فقد تمّ مباشرة الحاقي بصنف الاكابر وكان ذلك تحديدا خلال الموسم الرياضي 1961 / 1962 أيامها كان الأولمبيك يلعب في القسم الثاني وقد كانت اول مرة تقمصت فيها زي الاولمبيك الاحمر والاكحل كان ضدّ منصورة حمام الانف وهو فريق كان يتميز بتعدد نجومه كما انني اتذكر ان ملعب منزل بورقيبة كان يضمّ في صفوفه لاعبين من طراز عال جدا اما الامتياز والتميز فقد كان لجمعية مقرين. في الذاكرة.. تعلمت من لعب الكرة الصبر بما ا ن اولى بداياتي مع الممرنين كانت مع مدربين اجانب اذ تتلمذت على أيدي الجزائري بريرا ومونالدي الايطالي هذا الذي خلفه ايطالي ثان اسمه بندتي هذا الفني الذي لا يمكن ان انساه ابدا بما أنه كان أولاني عناية خاصة وكان يتوقف امام نقائصي لاصلاحها كما انه كان ساعدني وتابعني حتى في حياتي العلمية والاجتماعية كما انني تدربت عند الفني القدير مختار التليلي بما انّ اولى بداياته مع مهنة التدريب كانت مع اولمبيك الكاف، من الشخصيات التدريبية الاخرى التي اثرت واثارت تجاربي نجد المدرب القدير الرائع المرحوم احمد عمار، كلّ هؤلاء نجحوا مع اولمبيك الكاف في تكوين جيل من اللاعبين الممتازين اتذكر منهم خاصة رجب السايح وحمدة زويتة ومحمد الورغي والصادق وجمال العكروت ومحمود التيساوي والمشري ومحمد الشيحي، مع هذا الجيل من اللاعبين والمدربين لم يقف الحظ الى جانبنا إذ كنا نلعب في كل موسم من أجل الصعود الى الوطني الممتاز ولكنّ نظرا لقلة إمكانيات الأولمبيك لم نتوفق في 3 مناسبات من ضمان الصعود. تشويق من نوع خاص اتذكر جيدا انّ مقابلاتنا الاسبوعية امام ملعب منزل بورقيبة ونادي الجريصة ومكارم المهدية ونادي الشيمينو وجمعية مقرين كانت بمثابة مقابلات كأس حتى وانّ كانت خالية من كل رهان اذ على الميدان تشاهد اندفاعا بدنيا مبالغا فيه وحماسا يفوق كل الحسابات رغم إننا أيامها لم نكن نتحصل لا على بريمات ولا على أية هدايا أخرى بل كنا ندافع عن ألوان نوادينا بروح الهواية التي غابت حاليا عن ملاعبنا، في الكاف كنا نتدرب في ظروف صعبة للغاية بما انّ الكل يعرف الظروف المناخية التي تميّز جهة الكاف ورغم البرد القاتل كنا نستحم «يوميا في برامل ماء موجودة في الهواء الطلق.. ورغم ذلك فاننا كنا ننعم بالصحة الجيدة في غياب المراقبة الطبية والمتابعة الصحية مع عدم تواجد لا لمجة ولا حتى «شربة ماء» لكنّ عليّ الاعتراف انّ كرتنا كانت الاحسن والافضل على جميع المستويات... هدف تاريخي... في سنة 1967 كنت دعيت لتقمص زي المنتخب الوطني الثاني صحبة الحارس الرائع محمد الصالح البقلوطي وعمارة من مكارم المهدية واتذكر جيدا انّ ثلاثتنا كان يتدرب مع المنتخب دون المشاركة في مقابلاته الرسمية بما انه كان يضم في قائمته لاعبين من مستوى رائع جدا كما اتذكر جيدا انّ افضل المقابلات التي لعبتها كانت ضدّ الترجي الرياضي التونسي في دورة الهادي شاكر، كما انني لن انسى المباراة الرائعة التي لعبتها امام ناد كبير ايامها اسمه نادي الشيمنو وقد كان ذلك تحديدا بملعب زويتن، من الذكريات الاخرى التي ظلت منقوشة في ذهني الى يوم الناس هذا تلك المباراة التي لعبتها أمام مكارم المهدية وقد تمكنت يومها من تسجيل هدف رائع لحارس متميز وهو العملاق محمد الصالح البقلوطي هذا الذي اعتبره افضل حارس لكل الاوقات.