«لم تكن الحركة التي أتاها اللاعب أسامة السلامي تجاه جماهير الترجي الرياضي اثر دخول الكرة مرمى الكسراوي، لتستفزني لو لم تكن الرابعة أو الخامسة التي يتعرّض لها جمهور الترجي ومن ورائه اسم الترجي الرياضي التونسي في فترة وجيزة... فهذا الشاب الذي ملكته نشوة تسجيل هدف قد لا يكون له أيّة معنى اذا لم يفز النادي الافريقي بالبطولة نهاية السنة، قد تجرّد من كلّ القيم الأخلاقية ليضرب عرض الحائط كل ما هدفت إليه الرياضة عامة وكرة القدم بصفة خاصة من نشر للتحابب والاخاء والاحترام بين الشباب.. انّ الشباب الذي تتجّه إليه في هذه الأيّام كل الأنظار باعتباره «الحل وليس المشكل»، من المؤكد أنّه براء ممّا فعله «النجم الموهوب» أسامة السلامي في ذلك المساء، دون تفكير ودون مراجعة للذات حيث اندفع ليصفع بيديه كل القيم النبيلة، ليذبح بتلك اليد كل متفرج دفعته نفسه أو لنقل سوّلت له نفسه لأن يصحب ابنه أو ابنته للملعب أو حتى ليجلس أمام التلفاز مع عائلته... إنّ هذه الحركة التي أتاها صُويْحبنا، إذا ما أضفنا لها تصريحات اللاعب بعد اللقاء التي استهزأ فيها من لاعبي الترجي ومن ورائهم تاريخ فريق كامل، تُعدّ سابقة لابدّ من الوقوف عندها لأنّ تركها تمرّ هكذا في الخفاء من شأنه أن يولد عادة سيئة لدى رياضيينا وشبابنا أساسها عدم احترام الرياضة وحينها فيا خيبة المسعى. ألا يحق لي أن أسأل هنا: لو لم تدافع هيئة فريقه عن زميله شكري الزعلاني الموسم الفارط بضراوة، هل كان سيفعل ما فعل؟ لو عوقب رمزي التوجاني بعد اشارته القبيحة اثر الهدف الثاني في مرمى تيزيي ذات دربي انتهى بالتعادل (2 2) هل كان السلامي سيأتي ما أتاه؟ لو عوقب صابر بن فرج اثر لقطته المقرفة أمام جماهير الترجي أما كان السلامي سيتعض؟ إنّ السكوت يا سادتي الكرام عن مثل هذه الأفعال والتصريحات يعدّ من الجرائم التي تُرتكب في حق شبابنا ومجتمعنا المتماسك... فعوض أن نعاقب فريقا بأكمله لمجرّد قارورة أو شمروخ، لم لا نعاقب الفريق على حركة أو فعلة يأتيها أحد لاعبي أو مرافقي ذلك الفريق... فالهيئة من حقها أن تتذرّع بأنّها ليست لها سلطة على جماهيرها التي قد يندس فيها من لا ينتمي إليها، لكن نفس تلك الهيئة لن تجد عذرا للاعب حاد عن الجادة لأنّ من أوكد مسؤولياتها تأطير لاعبيها وتربيتهم.. وهذا يتطلّب مراجعة شاملة للقوانين، فخوض لقاء دون حضور الجمهور لحركة شنيعة أتاها أحد اللاعبين خير ألف مرّة من غلق الملعب لمجرد قارورة لا يُعلم مصدرها. أمّا في ما يخص الترجي الرياضي فأقول «يا جبل ما يهزك ريح»، فيكفي هذا الصرح فخرا تاريخه الحافل بالانتصارات والتتويجات... أمّا ذلك الاستفزاز الذي تتعرضون إليه فمردّه قوتكم وتميزكم... فمن يريد ان يكبر فعليه بالأفعال الحسنة وبالبطولات لا أن يقزم نفسه بتصرفات صبيانية». حسام الدين هاني ( سيدي بوزيد)