منذ يوم الخميس 9 أوت 2012، أي في يوم الذي عقد فيه اجتماع عام بدار الاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد، انهالت على الاتحاد الجهوي تصريحات مجانية للواقع وغير مطابقة للحقيقة، بدءًا بتصريح السيد والي سيدي بوزيد في نشرة أخبار الثامنة بالقناة الأولى للتلفزة الوطنية يوم 9 أوت 2012 ثمّ تصريحات السيد وزير الداخلية يوم 11 أوت 2012 بنفس القناة ومفادها أنّ رئيس حزب سياسي أشرف على الاجتماع العام المذكور آنفا، وحثّ على الاضراب وما إلى ذلك من الأقاويل لهذا نرد على التصريحين بما يلي: أوّلا: عقد الاجتماع العام وأشرف عليه الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد ومعه أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي، ولا وجود لأي رئيس لحزب سياسي والاجتماع قامت بتسجيله بالصورة والصوت قناة الحوار التونسي وبثّته على امتداد أيّام ولا أعتقد وجود برهان أكبر من ذلك. ثانيا: أذكّر كلاّ من السيد وزير الداخلية والوالي أنّ الاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد هو أوّل من احتضن ثورة 17 ديسمبر 2010، والتي دامت في مجملها (من 17 ديسمبر 2010 إلى 14 جانفي 2011) 29 يوما منها 17 يوما كانت فيها سيدي بوزيد صامدة في ثورتها وحدها.. وكان الاتحاد الجهوي هو الذي احتضن الثائرين من الجماهير الشعبية ومن بعض الأحزاب التي كانت ملتحمة بالثورة... وكانت المسيرات تنطلق من دور الاتحادات المحلية للشغل بالمعتمديات ومن الاتحاد الجهوي، ولا وجود لأي حزب في قيادة الثورة ونضيف وهذا ما يعلمه كل من واكب الثورة أن تدخلات الاتحاد الجهوي هي التي أفرجت على من تمّ ايقافهم من الشباب ومن الأحزاب أيّامها وهذا ما يعلمه الجميع اما من لا يعلمونه فنجد لهم الأعذار إن صمتوا... لهذا، من كان دأبه أثناء الثورة ما ذكرنا فهل يمكن القول إنّه يترك (رئيس حزب سياسي) يشرف على اجتماع عام في دار الاتحاد الجهوي ليتدخّل في شؤونه؟ إنّ مثل هذه التصريحات مضحكة لبعدها عن الواقع وهدفها التشويه الذي لا يفيد من يحرص على نشره. ثالثا: أريد أن أبسط خاصيّة يمتاز بها الاتحاد العام التونسي للشغل، وقد غابت عن صاحبيْ التصريحين وهي، أنّ القواعد العمّالية والكوادر النقابية بهذه المنظمة تمتلك وعيا نقابيا وسياسيا واجتماعيا، كان دوما هو الحارس الأمين لاستقلالية القرار في الاتحاد العام بمختلف مستوياته المركزية والجهوية والأساسية.. فمثل ما قيل لا تقبله قواعدنا وهياكلنا هي احدى المبادئ الأساسية في الممارسة والمنهج النقابي. أخيرا نقول: إنّ البحث عن حلول لمعضلة التنمية بسيدي بوزيد وغيرها من الجهات هو الأفضل انّ أبناء سيدي بوزيد يئ سوا من الوعود الزائفة بالاستثمار وصاروا اليوم يبحثون عن الماء الصالح للشرب في المناطق الريفية وأحيانا في مدينة سيدي بوزيد، وهذا أفضل من قذف النعوت التي لا تلصق وبث التشويه الذي لا يقنع.