تحوّلت إلى مقر بلدية القصيبة مع عدد من الضيوف المدعوين إلى حضور حفل تنصيب النيابة الخصوصية بالمدينة (التي صدر في شأن أمر رئاسي بالرائد الرسمي للبلاد التونسية آخر جوان 2011) وذلك يوم الثلاثاء التاسع من أوت 2011 على الساعة منتصف النهار، إلاّ أنّه بوصولنا كان في انتظارنا أمام المبنى جمع من خمسين شخصا أو يزيد قليلا يردّدون شعار «هذه بلاد مرجان وجغام وأنتم آش جابكم». ثمّ وفي لحظات تحوّلوا إلى مجموعات من أربعة إلى سبعة أنفار تطارد وتتعدّى على الأشخاص وممتلكاتهم في شكل يذكر بممارسات ميلشيات التجمع المنحل. هذا وقد تعرّضت أنا أحمد بوجرة وصالح دخيل (عضو اللجنة الجهوية لحماية الثورة بسوسة) وبشير المبروكي (متفقد التعليم الثانوي) وسميرة البكوش (ناشطة حقوقية) إلى اعتداء لفظي شنيع بتوجيه الألفاظ النابية، وكان ذلك لما امتطينا السيارة وهممنا بالانطلاق للخروج من حالة الفوضى والارتباك التي أحدثوها. كما تمّ إلحاق أضرار مادية بالسيارة، وطالت الاعتداءات أيضا نساء ورجالا من بينهم حسين قليد (عضو اللجنة المحلية لحماية الثورة بالقلعة الكبيرة باصابات بالغة على كامل الجسد وبالخصوص على أذنه اليسرى) وكذلك بعض المارة ممّن لا شأن لهم بحفل التنصيب تعرّضوا للسب والدفع واللطم والركل. انّ ما يثير الانتباه والريبة هو أنه لما التجأنا إلى قوات الأمن التي كانت مرابطة أمام مركز الشرطة (حافلة لقوات التدخل وسيارتان رباعيتا الدفع) على بعد 20 مترا عن مقر البلدية، رفضت التدخل بتعلّة عدم تقبّل أوامر في الشأن والحال أنّها كانت تشاهد ما يحدث. هذا المشهد الذي عايشناه بمدينة القصيبة لا يختلف عن المشهد الوطني العام، ففلول وميليشيات التجمع عادت إلى نشاطها الاجرامي بكل قوّة لإجهاض الثورة. أحمد بوجرّة الكاتب العام للنقابة الأساسية بكلية آداب سوسة والناشط الحقوقي