أكد رئيس الحكومة علي العريّض أن الدولة بصدد إثبات هيبتها وإفشال مخططات الإرهاب فيها سواء كانت من الدّاخل أو جاءت من الخارج ولا مستقبل للإرهاب في تونس ولا يمكن له أن يعشّش وهو الآن في حالة فرار وانتحار. وبالعودة إلى الأحداث الإرهابيّة الأخيرة بمنطقة قبلاط من ولاية باجة، قدّم رئيس الحكومة في حوار صحفي مع وكالة "رويترز" جملة من المعطيات كشف من خلالها أنّ وقائع الأحداث أسفرت عن سقوط ما بين 9 و 10 قتلى في صفوف الإرهابيّين وإيقاف 3 عناصر منهم وأن التحريّات الأوليّة أثبتت أنّ المتورّطين هم مجموعة من الشبّان وربّما أقارب من الجهة علاوة على مجموعة أخرى من الأفراد ثبت تورّطهم في أحداث المرناقية وتمكّنوا وقتها من الفرار. وبالنسبة لتنظيم أنصار الشريعة وحجم التهديد الرّاهن الذي يمثله وعلاقاته بتنظيم القاعدة كشف رئيس الحكومة أنه ثمّة علاقة بين عدد من العناصر القياديّة في تنظيم أنصار الشريعة وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وكذلك في المشرق وأيضا بعض الجماعات المتطرّفة بليبيا. وأوضح أنّ هذا الأمر ثابت بالدليل والحجّة مؤكدا وجود تعاون أمني بين تونس ودول شقيقة وصديقة باعتبار أنّ الإرهاب لا جنسيّة له. وبالرجوع إلى حجم التهديد الرّاهن للمنتمين لتنظيم أنصار الشريعة على تونس أكد العريّض أن هذه المجموعات كانت ولا تزال تنوي الاعتداء على مقرّات أمنيّة وعسكريّة وعلى مؤسّسات الدولة الأخرى إضافة إلى إحداث عمليّة إرباك عامّة وتفكر في الوصول إلى بناء دولة إسلاميّة وهو ما اعتبره رئيس الحكومة قصورا ذهنيّا وفكريّا. وأضاف أن المنتمين لهذه المجموعات كانوا يجمعون الأسلحة ويقومون بتخزينها ويدرّبون بعض الشباب لتطويعهم عند الحاجة وبعضهم تمّ تدريبه في ليبيا وقليل منهم في غابات بتونس. ولفت رئيس الحكومة النظر إلى أنّ الجهود تتواصل باستمرار لملاحقة عناصر تنظيم أنصار الشريعة في نفس الوقت الذي تتمّ فيه ملاحقة ما تبقى من جيوب المتطرّقين، معتبرا أنّ هؤلاء يمثلون خطرا كبيرا خاصّة كونهم شبابا مازالوا في سنّ صغيرة ويمكنهم أن يرتكبوا حماقات بالاعتداء على المؤسّسات أو الأشخاص مشدّدا على أن ملاحقتهم ستكون دون هوادة فإمّا يعودون للمجتمع وإمّا إيقافهم واتّخاذ الإجراءات بشأنهم. وأفاد علي العريض أنّ جزءا من تنظيم عناصر الشريعة استغلّ الوضع في تونس خاصّة في بداية سنة 2011 ممّا أمكن لهم تحقيق التمركز وربط العلاقات وإتيان السلاح من ليبيا وتقريبا منذ فيفري 2012 بدأت المواجهات معهم واحتدمت في جوان 2012. وفيما يتعلق بالتدريب والسّلاح فقد استغلوا الوضع في ليبيا التي كانت مصدر أغلب الأسلحة المهرّبة إلى بلادنا ملاحظا أن عددا لا بأس به من الأسلحة نهبت من مراكز الأمن ومقرّاته خلال الثورة وتمكّنت الدولة من استرجاع كميّات كبيرة منها وأنّ المتبقي منها ليس بالضرورة في حوزة تنظيم أنصار الشريعة، على حد تعبيره.