شكري بن عيسى سامي الفهري رمز من رموز العهد النوفمبري بامتياز.. هناك من يخيّر تسمية هذه المجموعة كبيرة العدد وقوية العتاد بأركان الفساد وهناك من يحلو له وصفهم بالفلول (عميقة الجذور التي ما إن تجتثّ حتى تعود من بعيد من جديد).. حسب السياق وحسب زاوية النظر.. سامي الفهري هو كل هذه التسميات من كل الزوايا وفي إطار كل السياقات.. (*) مناشد درجة أولى في مجموعة ال 65 "شخصية وطنية" التي أطلقت حملة المناشدة من الباب الكبير (انظر الشروق 8 أوت 2010).. (*) حاصل (مع صديقه معز بن غربية) على تكريم "استثنائي" في مجال الإعلام من المخلوع.. والجميع يعلم من هي "الشخصيات" التي "تحضى" بذلك.. (*) ممثل بلحسن الطرابلسي كبير العملاء الصهيونيين والمفسدين من خلال شركة "كاكتيس".. (*) بطل رئيسي (مع صديقه معز بن غربية) في سهرة 13 جانفي 2011 لتلميع خطاب الهروب لبن علي ولإبراز "القرارات" بمثابة "الثورة".. ول"نقل" حالة "الفرح العارم".. في كل الجهات ولدى كل الفئات.. (*) صاحب الريادة في ترسيخ التصحير السياسي والتسطيح الفكري وتزييف الوعي وتمييع وانحلال الأخلاق وابتذال الذائقة العامة من خلال برامج الألعاب الملهية ( بل والمخدرة) والبرامج المنتجة ل"السعادة الوهمية".. ومسلسلات بيوت النوم والدعارة المعلنة.. (*) برز بعد 14 جانفي بمدة نوعا ما طويلة ولكن بدهاء وخبث مميزين وانتقل إلى الثائر (المستهدف من الحساد وأعداء الوطن والإبداع) وظهر طورا في جبة المغازل للسلطة (في تكتيك أولي تم التراجع فيه لاحقا بعد استشراء حملة مناهضة الحكومة من رموز الفساد) انتقل بعدها مباشرة إلى عداء الحكومة والنهضة في إستراتيجية ماكرة خصوصا بعد يقينه: أولا: أن القضايا المتورط فيها بصدد التقدم فيها حثيثا وختم مرحلة التحقيق ضده وإدانته. ثانيا:أن التمركز في موقع المعارض سيظهره في مظهر "شهيد حرية الرأي والتعبير" و"شهيد رفض الخضوع للاملاءات" و"الثائر في وجه وضع السلطة يدها على الاعلام".. (*) سامي الفهري هذا النجم الساطع في العهد النوفمبري الذي غنم المكاسب والامتيازات العالية غير المستحقة والشهرة والجاه والنفوذ ونهب مال الشعب "بالشكاير" وزوّق شناعة وبربرية جرائم النظام ورموزه لم يقف عند هذا الحد بل كان ابرز مفسدي المشهد الإعلامي الخارب. وكان أداة الدعاية والبروباغندة "الذكية" والإخضاع والترويض والتدجين وشرذمة وتهميش وإقصاء المناضلين من الإعلاميين والشرفاء والأكفاء. لقد كان فعلا احد بارونات الإعلام الذي تحكم مباشرة وفي الخفاء في كل المفاصل.. انه الذراع الأقوى للطرابلسية والمخلوع.. وللنظام الاستبدادي. تستحق -بكل موضوعية وأمانة- نيشان "حرية التعبير والصحافة" وكل ميداليات "الإعلام المستقل" نقابة الصحافيين لدفاعها المستميت عن "شهيد الكلمة الحرة" و"الإعلام المستنير" و"رمز الإقلاع الحضاري" في العهدين.. وفي كل العهود.. وكل أمثاله.. فعلا موقف سيسجل في انصع صفحات التاريخ وربما قد يعلو كل معلقات الشرف الإعلامي العالمي.. النقابة فعلا (وهذا منتظر منها بقوة) كان عليها واجب إغراق المشهد بالفاسدين والتستر عليهم واعتبارهم "ضحايا" العهد السابق و"المتضررين" عهد الثورة.. وان لزم الأمر إدراجهم في ملف "العدالة الانتقالية".. وجبر أضرارهم ورد اعتبارهم.. لم تدخر أيا من طاقاتها ومواردها وشركائها في الداخل والخارج في إمبراطوريات المال والإعلام والسياسة والجمعيات للدفاع عن خياراتها "الثورية" و"مبادئها الراسخة".. موقف تاريخي فعلا يستحق التدريس في الأكاديميات العالمية.. دفاعا عن "الحقيقة" و"الحرية" الموءودتين من قبل "المساند الرسمي"..