نظّمت المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بمدنين، اليوم الجمعة، يوما اعلاميا بمركز التكوين المهني للصيد البحري بجرجيس، حول تحديات تأقلم قطاع الصيد البحري بالجهة مع التغيرات المناخية وذلك في إطار تظاهرات أسبوع الفلاحة المندرج ضمن احتفالات العيد الوطني للفلاحة. وأثث فقرات هذا اليوم متدخّلون في المجال من دائرة الصيد البحري ومن المجمع المهني لمنتوجات الصيد البحري من خلال مداخلات تناولت تحديات تأقلم قطاع الصيد البحري مع التغيرات المناخية وتأثير هذه التغيرات على هذا النشاط وعلى البيئة البحرية، وذلك في اطار تعميق الوعي بصعوبة التغيرات المناخية وما ستفرزه من انعكاسات على القطاع تستوجب ممارسات جديدة وتعاملا آخر من مختلف المتدخلين في القطاع. وبيّن المتدخلون، من خلال ما قدموه من معطيات، أن التغيرات المناخية تمثّل تحديا للبيئة البحرية حيث تؤثر على درجة حرارة مياه البحر وتسبّب ارتفاعا في مستوى سطح البحر، الى جانب تأثيرها على توزيع الأنواع البحرية والحيوانات المائية، بما يهدد النظم البيئية البحرية والموارد البحرية، وفق رئيس المجمع فتحي النالوفي. ... وقال النالوفي ان التغيرات المناخية ساهمت في ظهور أنواع بحرية غازية في البحر الابيض المتوسط وتونس أين وجدت ظروفا ملائمة للتكاثر بسبب ارتفاع درجات الحرارة متسببة في تأثيرات سلبية على التنوع البيولوجي البحري وعلى صيد الاسماك والسياحة في تونس. واستعرض، في هذا الإطار، أنواعا بحرية غازية كالسلطعون الازرق القادممن غرب المحيط الاطلسي، وقنديل البحر المسمى بقنديل البحر الاسود، مشيرا إلى انتشار نجم البحر ذو التاج الشوكي في اجزاء من البحر المتوسط وسواحل تونس قادما من موطنه الاصلي بمياه المحيطين الهندي والهادئ، الى جانب الاسفنج الغازي، وسمكة الاسد المفترسة، وسمكة الارنب التي تحتوي على سموم قوية. وتتمثل تأثيرات التغيّرات المناخية والبيئية على قطاع الصيد البحري أيضا في تراجع الانتاج السمكي، وتغيرات في توزيع الانواع وتأثير على التكاثر والنمو، وزيادة خطر الاصابة بالامراض، وتغيّر النظم البيئية البحرية. ويرى المتدخلون أنه من الضروري اتخاذ عدّة تدابير للتخفيف من حدّة تأثير تغيّرات المناخ على البيئة البحرية، ومنها تعزيز المناطق البحرية المحمية، والحدّ من انبعاثات الغازات الدفيئة، وتطوير الطاقات البحرية المتجددة، وتحسين إدارة المياه البحرية وإدارة الصيد المستدام، وإنشاء مرصد وطني لمراقبة دخول الانواع البحرية الغازية. كما دعوا إلى اتخاذ اجراءات إضافية لحماية السواحل والمناطق الساحلية من التدهور والانجراف نتيجة التغيرات المناخية، وذلك بإنشاء هياكل هندسية مثل الأرصفة والجدران لتقليل تأثير الامواج والتيارات البحرية على السواحل، وزراعة النباتات المثبتة للتربة، وتعزيز التوعية والتثقيف، وتطوير نظم ادارة السواحل وتطبيق التشريعات والسياسات البيئية. تابعونا على ڤوڤل للأخبار