تسعى الشركة التونسية لأسواق الجملة إلى تسريع نسق تأهيل سوق الجملة ببئر القصعة عبر جملة من المشاريع الرامية إلى تطوير ظروف العرض وتعصير آليات العمل داخل الأجنحة بما يدعم شفافية المعاملات وانسياب المعلومة التجارية بين مختلف المتدخّلين. وينتظر أن تشهد الأسابيع القادمة استكمال إعادة تهيئة أحد الأجنحة في إطار تجسيم مشروع بقيمة 2٫2 مليون دينار يشمل كافّة أجنحة الخضر والغلال ويهدف إلى تحسين ظروف العمل داخلها وتوسيع طاقة العرض مع توفير البنية الملائمة لتعصير النظام المعلوماتي وتعميمه على كافّة المتدخلين بما يدعم شفافية المعاملات ويسهّل عمليات الرقابة داخل السوق وخارجها. كما يهدف هذا المشروع إلى توحيد قاعدة بيانات الحرفاء والمزودين باستعمال بطاقات مهنية وإدماجها في منظومة البيع واستبدال وصولات البيع اليدوية ببطاقات حرارية «papier thermique» مع استعمال الترقيم العمودي لتأمين المعطيات وفي إطار تفعيل هذا التوجه تعتزم الشركة اقتناء معدات وتطبيقات إعلامية وتحيين تطبيقات التصرّف في البيوعات وربط الشبكات الإعلامية بين مختلف الأجنحة والحاسوب المركزي للشركة كما تسعى المؤسسة إلى تركيز شاشات الكترونية داخل مختلف الأجنحة بهدف توفير المعطيات الحينيّة لكافة المتدخلين حول العرض والأسعار. في نفس الإطار شهدت الآونة الأخيرة تركيز نظام مراقبة بآلات الكاميرا داخل جناح الأسماك في انتظار تعميمه تدريجيا على كافة أجنحة الخضر والغلال وذلك بهدف تدعيم شفافية المعاملات وتأمين حقوق مختلف المتدخلين. وسجّل من جهة أخرى تقدّم الأشغال بما يناهز ٪80 في إطار مشروع تعصير البنية التحتية لتصريف مياه الأمطار والمياه المستعملة والذي يهدف إلى توفير الظروف المثلى للحركة التجارية وتدعيم مقوّمات حفظ الصحة وسلامة المحيط. كما تسعى الشركة بالتعاون مع عدد من المؤسسات الوطنية على غرار الوكالة الوطنية للتصرّف في النفايات ومركز تونس الدولي لتكنولوجيا البيئة والشركة التونسية للكهرباء والغاز.. إلى استعمال كلّ الأعمال التحضيرية لانطلاق استغلال محطّة تثمين النفايات العضوية بالسوق والتي يهدف إنجازها إلى الضغط على كلفة نقل وإتلاف النفايات المتأتية من نشاط السوق واستغلالها لإنتاج الطاقة البديلة بما يحدّ من كلفة الإنارة داخل السوق. وشكّلت هذه المشاريع أبرز محاور النقاش خلال الجلسة العامة العادية حول نتائج التصرّف لسنة 2012 الملتئمة مؤخرا بحضور أعضاء مجلس إدارة الشركة وعدد من إطاراتها إلى جانب المساهمين والوسطاء في البورصة وسجّلت هذه الدورة بالخصوص التطوّر الهام لنتائج الشركة خلال سنة 2012 وأهمية الآفاق المتاحة لمزيد تطويرها في الأعوام القادمة في ضوء المشاريع المذكورة. يذكر أن سوق الجملة ببئر القصعة تعد أكبر سوق على الصعيد الوطني وأوّل مزوّد بالمنتوجات الفلاحية الطازجة بالنسبة إلى إقليم تونس الكبرى وعديد المناطق المجاورة بمعدّل يناهز ألف طنّ يوميا وهي تشتمل على جناح لمنتوجات البحر و5 أجنحة للخضر والغلال.