من المنتظر أن يعلن المناضل النقابي محمد شعبان الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس عن تخليه عن مسؤولية الكتابة العامة للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس بعد سنوات طويلة من النضال النقابي ومساهمته الكبيرة في مرحلة الاستعمار ثم الاستقلال وبناء الدولة الحديثة نال منها سنوات من السجن والتنكيل والتعذيب وعاشر فيها زعماء وطنيين ونقابيين كبار على غرار فرحات حشاد والحبيب عاشور وأحمد التليلي وغيرهم من النقابيين . والمعلوم أنّ الإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس ، في فترة محمد شعبان ، يحظى بوزن كبير في البلاد بفضل رصيده النضالي ودوره الحاسم في كلّ المحطات التاريخية التي مرّت بها تونس ابان معركة الإستقلال أو خلال عهد الإستبداد حيث كان لنقابيي صفاقس دور هام في النضالات التي سبقت وتلت أحداث 26 جانفي 1978 وفي إنتفاضة الخبز مطلع سنة 1984 وأيضا في مسار الثورة التونسية حيث كان يوم 12 جانفي 2011 يوما تاريخيا لما تم تنفيذ إضراب عام جهوي كان الانطلاقة الحقيقية لاسقاط نظام بن علي . وعرف محمد شعبان بصلابته وقدرته على الخروج منتصرا في كافة المعارك النقابية والسياسية. ولئن سيترك اعتزاله فراغا كبيرا داخل جهة صفاقس فإن الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس يزخر بعديد الطاقات التي ستتراهن يوم 4 جويلية القادم خلال مؤتمر الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس على الصعود في المكتب الجهوي . ومن المنتظر أن يتم تكريم محمد شعبان على مستوى وطني تقديرا لدوره التاريخي وصلابة مواقفه وخاصة توجهه العاشوري ودفاعه المستميت عن اتحاد مستقل عن كافة التيارات السياسية وعن السلطة مما جعله غريما عنيدا للعديد من الذين أرادوا الهيمنة على القرار النقابي سواء في السلطة أو في الأحزاب . ولئن يتم الحديث عن عدة أسماء مرشحة لخلافة شعبان على رأس الكتابة العامة فإنه من المنتظر أن يحصل وفاقا بين الجميع لتكون الخلافة هادئة لا سيما أن عدة عيون وعدة أطراف تتربص بالاتحاد الجهوي للهيمنة عليه .