وسط حضور طلابي وإعلامي كبير أحيت كلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة يوم الخميس ذكرى حادثة إنزال العلم والتي كانت مناسبة لتدشين ساحة للشهيد شكري بلعيد . وقد تضمن برنامج التظاهرة التي برمجها المجلس العلمي بكلية الآداب موكبا رسميا لتحية العلم شارك فيه أساتذة الكلية ومئات الطلبة وأسرة الشهيد شكري بلعيد المتكونة من زوجته بسمة الخلفاوي وشقيقه وشقيقته وعدد من ناشطي الجبهة الشعبية حيث تم رفع العلم إحياء لذكرى إنزاله بتاريخ 07 مارس 2011 من أعلى مبنى الكلية وتعويضه براية التوحيد . وتم رفع الستار عن اللوحة التي تحمل اسم "شكري بلعيد"، وألقي السيد حبيب الكزدغلي كلمة أشادت بمزايا فقيد الحريات وشهيد الكلمة بلعيد ومواقفه الوطنية. حفل فني هذا وتواصلت التظاهرة بأحد مدارج الكلية حيث كان للحضور لقاء مع أفراد عائلة الفقيد الذين تناوبوا على إلقاء كلمة حول المناسبة كما أحيت فرقة أجراس وعدد من الموسيقيين حفلا تم خلاله أداء عدد من الأغاني الملتزمة التي تفاعل معها الطلبة تخللتها فقرات شعرية . واختتمت التظاهرة بعرض شريطين وثائقيين تمحور الأول حول ذكرى حادثة العلم والتي كانت بطلتها خولة الرشيدي إحدى طالبات الكلية حيث دافعت عن الراية بكل ما أوتيت من قوة ومنعت أطرافا متشددة من استبداله براية التوحيد ,كما تمحور الثاني حول الخطابات الخالدة للأستاذ شكري بلعيد . التونسية في قلب الحدث: السيد حبيب الكزدغلي عميد الجامعة تحدث قائلا : أردنا المزج بين ذكرى حادثة العلم وما لها من رموز للوطنية بذكرى اغتيال الزعيم السياسي شهيد الوطن وفقيد الحريات وتدشين ساحة باسمه ستظل شاهدة على نضالاته ومواقفه الوطنية كصديق للكلية ولطلبة منوبة وصديق الحريات الأكاديمية التي لطالما دافع عنها,وهي بادرة أرادها المجلس العلمي ليظل شكري ذكرى حية لا تموت في قلوب طلبة الكلية ولتظل الأجيال القادمة المتعاقبة عليها وفية لروحه ونضالاته كرمز للدفاع عن الوطن .." السيدة بسمة الخلفاوي تحدثت عن البادرة قائلة : لطالما اعتبر الشهيد بلعيد كلية منوبة "الكلية البطلة" فزارها تلميذا في الثمانينات في أوج النضالات الطلابية كما ساندها في كل المحن التي مرت بها في الفترة المنقضية والأكيد انه سيظل صديق الجميع من المدافعين عن الحريات ...لطالما أحب العلم والمعرفة واحترم الاختلاف وحارب الجهل والظلام والعنف والأكيد أن سيظل كذلك في قلوب الجميع ذكرى لقيم الوطنية والكلمة الحرة والنضال ." خولة الرشيدي اسم ارتبط بحادثة العلم في ذلك التاريخ والتي آلت على نفسها تسلق حائط كلية الآداب لرفع الراية الوطنية التي نكسها احد الأطراف المتشددين دينيا تحدثت للتونسية عن ذكرى الحادثة قائلة : أنا مسرورة جدا بان يتحول تصرف عفوي ناتج عن غيرتي على رمز سيادة الوطن إلى مناسبة احتفالية تزامنت مع تدشين ساحة الشهيد بلعيد رمز الوطنية والحرية ,وشرف لي ان احيي أول ذكرى مع زملائي وسط مشاهد حماسية سيتذكرها الجميع على مدى السنوات القادمة كرمز في الدفاع عن الوطن ورايته ."