في إطار فعاليات مهرجان الأقصى وبمناسبة يوم القدس العالمي عقدت أمس الرابطة التونسية للتسامح بمشاركة الجمعية التونسية لدعم فلسطين وجمعية الهيئة الوطنية لدعم المقاومة ومناهضة التطبيع والصهيونية والجمعية التونسية للأطبّاء الشبّان ندوة صحفية بنزل المشتل بالعاصمة تحت عنوان «وحدة المقاومة» في مواجهة مخططات التمزيق الصهيونية والأمريكية واستضافت الندوة عميد الأسرى اللبنانيين ورمز المقاومة سمير قنطار وعبد الناصر جَبْري عميد كلية الدعوة الإسلامية ونائب رئيس الهيئة الإدارية لتجمع العلماء المسلمين في لبنان ومؤسس حركة الأمة ورئيس المجلس العالمي للغة العربية وهو أيضا من العلماء المسلمين المجاهدين ضد الفتنة وضد الصهيونية. وقال عميد الأسرى اللبنانيين سمير قنطار إنّ رموز المقاومة تمكنوا من القدوم إلى تونس بفضل الثورة التونسية التي أطاحت بنظام استبدادي كان دُمية متحركة من ضمن الدّمى العربية التي تحركها يد الصهيونية لقمع الشعوب العربية والقضاء على كل بؤر المقاومة فيها وأضاف سمير قنطار أنّ ثورة تونس وسائر الثورات العربية التي وصفها بالتحركات التغييرية لا غير زعزعت أمن أمريكا وأمن إسرائيل حتى وإن لم تكن تلقائية في مجملها ولذلك تدخلت أمريكا بعد سقوط الأنظمة العربية لتكون عراب هذه الثورات وتساءل قنطار لماذا قدمت هيلاري كلينتون إلى تونس ومصر مباشرة بعد الثورات ومن سمح لها بأن تكون عرّابة لثورات قامت بها شعوب ضد أنظمتها وتقديم النصائح والإملاءات الى هذه الشعوب. وأكّد سمير قنطار أن مؤامرة قوى الامبريالية ضد المقاومة العربية والإسلامية مكشوفة ومفضوحة وما يحدث الآن في سوريا هو مؤامرة مُخجلة بتواطؤ دول الخليج وفي مقدمتها قطر والسعودية وكذلك تركيا. وأضاف قنطار أنّ سوريا مستهدفة لوقوفها إلى جانب المقاومة الفلسطينية واللبنانية وهي آخر قلاع الممانعة في المنطقة العربية سيما بعد وقوفها إلى جانب المقاومة اللبناية في 2006 بفتح مخازنها بالكامل للمقاومين وإعطائهم كل ما يحتاجون من أسلحة وهو ما ساهم في هزيمة العدو الإسرائيلي وأكد في هذا الصدد أن بشار الأسد أراد المشاركة في الحرب ولكن المقاومة رأت أنه من مصلحة سوريا أن تحتضن وتدعم المقاومين إضافة إلى رفض النظام السوري لحقبات طويلة الخضوع للمنطق الأمريكي الأمبريالي. وقال عميد الأسرى إنّ المؤامرة على سوريا لن تمر ولن يسقط نظام الأسد إلا إذا أراد الشعب السوري ذلك مشيرا إلى أن نظام بشار يحتوي على عديد الهنات وليس مثاليا ولكن كانت هناك محاولات للإصلاح والحوار وإجراء انتخابات حرة وشفافة وأضاف أنه من حق السوريين الاحتجاج وهذا شأن يعنيهم لكن أن تتدخل قوى أخرى في الصراع وتقوم بتسليح المعارضة وتسليح المحتجين لبث الفتنة وخلق حرب أهلية بين السوريين فهذه هي المؤامرة بعينها على آخر اللاءات العربية وآخر جدران الصد الممثلة في سوريا ونظامها سيما وأن قوى الامبريالية تعلم جيدا أن سقوط الأسد يخدم مصلحة إسرائيل والدول المتواطئة مع الصهيونية كبلدان الخليج التي تتبجح بدعمها لثورة الشعب السوري وقلقها من سفك دماء السوريين في حين تسلح المعارضة لتريق دماء السوريين وجعلهم يتقاتلون فيما بينهم وقال سمير قنطار ماذا تنتظرون من المقاومة إذا كان أباؤها الروحيون ملوك الخليح وآل سعود المتآمرين على المقاومة وعلى الممانعة العربية؟؟!! وفي سؤال ل«التونسية» عن مستقبل المقاومة العربية في ظل التآمر والتواطؤ الأمريكي الخليجي على كسر الهامة العربية والقضاء على محاولات التمرد ورفع الرأس أجاب سمير قنطار بأن المقاومة مستمرة ولن يفتر عزمها رغم التآمر عليها وقال «حتما سننتصر وعلى الشعوب العربية أن تنتظر مفاجآت بالجملة في الحرب القادمة التي نستعد لها... اليوم قوتنا في لبنان تساوي 10 أضعاف قوتنا في تمّوز 2006». وعن الثورات العربية وخاصة ثورة تونس قال سمير قنطار ل«التونسية»: «لا ننتظر شيئا من أنظمة نصّبتها أمريكا لكن نعوّل فقط على الشعوب». عبد الناصر جبري قال من جهته إن حرب تموز 2006 أسقطت مقولة «العدو الذي لا يُقهر» بعد أن تمكنت المقاومة من هزم العدو وأضاف أن التفتت والتقسيم الذي تشهده المنطقة العربية والإسلامية هو نتيجة لمعاهدة سايكس بيكو والتي تتواصل إلى حدّ الآن بتفتيت الدول العربية والإسلامية إلى مقاطعات طائفية وعرقية تحت مسميات شتى مثلما حدث في السودان والعراق والآن سوريا وكل هذا من أجل وحدة وأمن إسرائيل التي ترنو إلى حكم العالم انطلاقا من بيت المقدس تفعيلا لقيام دولة إسرائيل الكبرى من النهر إلى النهر بمباركة دول الخليج وتركيا وعديد الأنظمة العربية المتواطئة وأضاف عبد الناصر جبري أن المخطط الذي يستهدف العرب والمسلمين خطير ويجب التصدي له بالوحدة الكاملة في وجه الصهيونية لأن الخطر لا يشمل فقط التقسيم الجغرافي بل الأدمغة الفكرية والروحية واستهداف الوحدة الإسلامية وزرع الفتنة تحت مسميات شتى. وعن الدور الذي يقوم به علماء الإسلام في التصدي للمشروع الأمبريالي سيما وأن بعض العلماء وقع توظيفهم لخدمة أجندات صهيونية معادية للإسلام والمسلمين أجاب عبد الناصر جبري «التونسية» بأن العلماء لا يملكون سوى أقلامهم ولا يملكون السلطة واعترف أن هناك علماء يقع تجنيدهم لبث الفتنة والإفتاء يهدر دماء المسلمين وبالتالي هم يمرّرون المشروع الأمبريالي ويمنحونه الشرعية الدينية. وعن موقف العلماء المسلمين سيما صمتهم المريب مما يحدث في حق الإسلام والمسلمين كالمجازر في بورما التي تجري أمام أنظار العالم وأنظار المسلمين خاصة قال عبد الناصر جبري ل«التونسية» إنّ المسؤول الأول عن هذه المجازر هي الأنظمة العربية المتآمرة على الإسلام وعلى العروبة وطالب العلماء المسلمين الحقيقيين بالتصدي لهذه المجازر وكل محاولات الإبادة وزرع الفتن وضرب الإسلام والمسلمين.