حل أمس بمطار الحجيج بتونس العاصمة السباح الأولمبي أسامة الملولي قادما من العاصمة البريطانية لندن بعد تتويجه بالذهب في سباق 10 آلاف متر، وكان في إستقباله عدد من الوزراء يتقدمهم طارق ذياب رفقة كل من وزير حقوق الانسان والعدالة الانتقالية سمير ديلو ووزير الصحة عبد اللطيف المكي ووزير السياحة الياس الفخفاخ ووزيرة المرأة سهام بادي الى جانب رئيس اللجنة الاولمبية يونس الشتالي ورئيس الجامعة التونسية للسباحة علي عباس وعدد كبير من الصحفيين الذين غصت بهم القاعة. الملولي استُقبل بالورود قبل أن يصافح الوفد الوزاري الحاضر ومنه الى القاعة الشرفية التي إحتضنت إستراحة المحارب بإمتياز في المياه اللندنية بشقيها المغلق والمفتوح، قبل أن يتوجه الى الصحفيين للإجابة عن مختلف الاسئلة. تهديد بالمقاطعة لم يستسغ رجال الإعلام بمختلف إنتماءاتهم المؤسساتيّة السير التنظيمي المعتمد من قبل المشرفين على إستقبال البطل الأولمبي أسامة الملولي، وإصرارهم على وضع الحواجز التي كانت تفصل بينهم وبين المكان المخصص لإحتضان عودة الملولي، ورأوا في جلوس الوزراء على الأرائك قبالة أبناء صاحبة الجلالة من خلف الحواجز الحديدية إستفزازا لروح الصحفي داخلهم وقرروا مقاطعة تغطية فعاليات الإستقبال قبل أن يتدخل وزير الشباب والرياضة طارق ذياب الذي أعطى تعليماته برفع الحواجز مقابل مواصلة الإعلاميين لمهامهم. سهام بادي بين تمساحين بعد أن كان التمساح في إستقبالها من أمام باب مصعد معز بن غربية في إحدى حلقاته على قناة «التونسية»، جاء الدور لسهام بادي لتأخذ زمام المبادرة هذه المرة في إستقبالها لتمساح المياه اللندنية المفتوحة في نسختها الأولمبية أسامة الملولي رفقة عدد من زملائها على إختلاف حقائبهم الوزارية. « التونسية» توجهت لوزيرة المرأة لتستفسر الفرق بين التمساحين فكان الرد التالي: الفرق طبعا في إختلاف الإحساس بين تمساح يثير الخوف والتقزز وبين آخر يدفعك الى التباهي والفخر حين إستقباله ، ما أنجزه الملولي هو بحق مفخرة التونسيين جميعا وإستقباله بمثل هذه الحفاوة والتقدير أقل ما يمكن فعله في حجم بطل أولمبي إنتزع من عمالقة اللعبة فضاء النشيد الوطني الرسمي للخضراء تونس، واحتجز لرايتنا الوطنية مكانا لها لترفرف في سماء لندن. ذياب يصف الإنجاز بالتاريخي وصف وزير الشباب والرياضة طارق ذياب إنجاز أسامة الملولي بالتاريخي، وتمنى في المقابل لو كان رئيس الدولة المؤقت المنصف المرزوقي في إستقبال البطل الأولمبي لتكتمل الصورة حسب تعبيره، وأضاف الوزير في تصريح ل« التونسية» أن ذهبية الملولي بالتزامن مع برنزية حبيبة الغريبي من شأنها أن تزيد في بريق الرياضة التونسية في المحافل الدولية، وتحفز سلطة الإشراف على مزيد البذل والعناية بالرياضات الفردية التي باتت مكسبا إستثماريا بإمتياز ، من جهة أخرى شدد الوزير على ضرورة إقناع قرش المياه العذبة بمواصلة المسيرة وإثنائه عن قرار الإعتزال. سيادة الوزير والاستثمار السياحي في رده على سؤال كانت توجهت به «التونسية» الى وزير السياحة إلياس الفخفاخ حول ما إذا كان حضوره بغاية المجاملة أم لهدف الإستثمار السياسي والسياحي، نفى الوزير تواصل الآليات النوفمبرية في التعاطي مع مثل هذه الملفات وإستثمارها سياسيا، معترفا في الآن نفسه بنية الإستثمار السياحي على غرار الإتفاقية الممضاة أخيرا بين وزارة السياحة من جهة ولاعب التنس المحترف مالك الجزيري من جهة ثانية والقاضية بتكفل الوزارة بكافة مصاريف تنقلات وتحضيرات المصنف 69 عالميا الجزيري مقابل حمله لشعارات ترويجية لمنتوجنا السياحي التونسي، فهل يلتحق الملولي بالأخير ويصبح إحدى العلامات الترويجية لجودة منتوجنا وروعة وجهتنا السياحية؟ والدة الملولي (لن أعير بعض النفوس المريضة اهتماما) السيدة خديجة والدة السباح الاولمبي اسامة الملولي والتي حرصت كعادتها على أخذ نصيبها من إنجازات إبنها بتبنيها لنجاحاته نوهت بآخر إنجازاته وتحدثت عن خوفها من المشاركة بالنظر لظروفه الصحية التي رافقته قبل دخوله السباق، وفي سؤال تعلق بتعاليق السلفيين واتهامهم إبنها بالكفر والإلحاد، رفضت السيد خديجة الإجابة مكتفية بالقول أنها لن تسمح لنفسها بالسقوط في مثل هذه الترهات حسب وصفها، مضيفة أن مثل هؤلاء لا يستحقون عناء الرد والتفرغ لسخافاتهم. الملولي (حطمت أسطورة القمودي.. وأرغب في الخروج من الباب الكبير) خصّ أسامة الملولي «التونسية» بحديث أبرز ما جاء فيه «انه فخور بالإنجاز الذي حققه في اولمبياد لندن، خصوصا وأنه أول سباح عربي يعتلي منصة التتويج في مناسبتين متتاليتين ضمن إختصاصين مختلفين، محطما بذلك أسطورة القمودي حسب قوله، وحول نية إعتزاله أكد الملولي أنه يرغب فعلا في إنهاء مشواره الرياضي حتى يضمن الخروج من الباب الكبير ناهيك وأن من صفق له اليوم قد يحول دون تحيته غدا إذا ما لم يعد بمثل طاقته الرياضية، مشددا على إمكانية العدول عن رأيه والمشاركة في بطولة العالم ببرشلونة إذا ما وجد إستجابة بدنية بالنظر لطول ساعات التمارين الشاقة التي يستوجبها اختصاصه والمقدرة بستّ ساعات يوميا.