نظمت صباح امس جمعية الدفاع عن أعوان الديوانة بنزل «نوفوتال» بشارع محمد الخامس بالعاصمة ندوة صحفية تحت شعار «عون الديوانة بين العدالة الانتقالية والاصلاح الاداري», لبحث واقع وآفاق سلك الديوانة وللتأكيد على مساهمتها الفاعلة في مجال العدالة الانتقالية. واشرف على الندوة السيد هيكل جلال رئيس جمعية الدفاع عن اعوان الديوانة والسيدة «حنان ساسي» عضوة بلجنة الاصلاح الاداري ومقاومة الفساد بالمجلس الوطني التأسيسي وبعض الشخصيات الاخرى . وكان من المقرر ان يحضرها كل من السيد «محمد عبو» الوزير المكلف بالإصلاح الاداري والسيد «سمير ديلو» وزير حقوق الانسان والعدالة الانتقالية , لكنهما اعتذرا عن الحضور. وأكدت السيدة «حنان ساسي» عضوة بلجنة الإصلاح الاداري ومقاومة الفساد بالمجلس الوطني التأسيسي بأن «ماكينة» التجمع المحلّ لا تزال تشتغل في الوقت الحالي وأضافت ان بعض الرموز المحسوبين على النظام السابق يعملون بكل جهد على تعطيل المسار الديمقراطي وإرباك عمل الحكومة. وأما عن سبب ذلك فقالت ساسي أن أزلام «التجمع» يريدون إيهام الجميع بأن تونس لا تستوي بغياب «التجمع» ولا يصلح حالها عند إقصائهم وعرضهم على القضاء. و في ما يخص ملف محاسبة رجال الأعمال المتورطين مع النظام السابق أوضحت حنان ساسي ان ما يقارب 460 رجل أعمال ممنوعون من السفر. واضافت انه سيقع تشكيل لجنة قضائية تتكون من قضاة نزهاء, تتولى النظر والتحقيق في ملفات هؤلاء وبيّنت ساسي انه لا ظلم ولا استبداد بعد اليوم فمن تثبت ادانته سيحاسب لكي يكون عبرة لمن يعتبر ومن تثبت براءته سترفع عنه القيود وسيسمح له بالسفر. وأفادت ساسي ان هذه المحاكمات العادلة ستجعلنا نخطو خطوات مهمة في مجال الانتقال الديمقراطي والعدالة الانتقالية وشددت على ان القضاء سيكون الفيصل في كل القضايا بعيدا عن النزعة الانتقامية او المحاصصة الحزبية , كما ابرزت ان المحاكمات لن تستثني اي احد حتى الوزراء سواء من الحكومة الحالية او سابقتها اذا ثبتت ادانتهم. تفشي الفساد بعد الثورة و كشفت حنان ساسي ان الفساد تفشى بدرجة كبيرة بعد الثورة وبلغ أرقاما مفزعة تفوق التي كانت زمن بن علي بسبب ضعف السلطة وتعمد بعض الاطراف عرقلة عمل الحكومة. كما طفت على السطح ظاهرة جديدة من الفساد التي يساهم فيها المواطن بدرجة أولى من خلال اقتحام المؤسسات الاقتصادية والمصانع بالقوة ونهب ممتلكاتها والقيام بالإضرابات والاعتصامات التي تعطل المصلحة العامة . تشريك الديواني في العملية السياسية من جانب آخر دعا هيكل جلال الى ضرورة تشريك عون الديوانة واستشارته في بعض القضايا الوطنية خاصة الاقتصادية منها نظرا لأهمية وحساسية مهنة الديواني الذي يشرف مباشرة على مراقبة الحدود لمنع تهريب المواد الغذائية لانقاذ الوضع الكارثي الذي يمر به اقتصادنا. كما دعا ايضا الى ضرورة إحداث وزارة للاصلاح الاداري نظرا لتفشي الفساد في مؤسسات الدولة وأوضح جلال ان دراسة اعدتها مؤسسة امريكية حول الفساد بتونس تشير الى ان الفساد يبخر ما يقارب 20 الف موطن شغل مضيفا «واذا تم تطهير مؤسساتنا سنربح هذه النسبة من فرص العمل وتساهم في تقليص نسب البطالة». ما معنى العدالة الانتقالية ؟ و فسر القاضي منصف زعاب معنى العدالة الانتقالية على انها طريقة تعتمدها الدول للانتقال من نظام مستبد الى نظام ديمقراطي او للانتقال من وضعية الحرب الى حالة السلم. وأضاف ان العدالة الانتقالية تعتمد على آليات منها المحاسبة والمساءلة , وتعويض المظلومين إضافة الى جبر الأضرار لنصل الى مرحلة المصالحة وبناء الدولة. وابرز ان الغاية من العدالة الانتقالية هي اعادة الثقة بين المواطن وأجهزة الدولة والمرور من طور الاستبداد والدكتاتورية الى الديمقراطية والحرية. كما افاد ان العدالة الانتقالية لا تحتاجها اية دولة وانما التي تمر بمسار انتقالي مثلما تعيشه تونس. وابرز أنها تختلف عن العدالة الجزائية التي تهتم بالمتهم من خلال توفير الضمانات القانونية لمحاكمته في حين تهتم العدالة الانتقالية بالضحية وتستمد مشروعيتها من قدرتها على تشريك الضحية في العملية القانونية . تكريم شهيدي الديوانة كما وقع تكريم الشهيدين عوني الديوانة هيثم الرايس وعبد الجليل الفجراوي من طرف السيدة حنان ساسي بحضور عائلتيهما. وفي الاثناء بيّن هيكل جلال ان اعوان الديوانة يقومون بمجهودات جبارة من اجل حماية حدود الوطن , واضاف ان اعوان الديوانة لازموا مواقعهم في احلك الظروف قائلا ان الفجراوي توفي وهو يواجه بارونات التهريب لوحده على الحدود التونسية الليبية . غياب مسؤولين من سلك الديوانة و تطرق احد اعضاء جمعية الدفاع عن اعوان الديوانة الى تغيب مدير عام الديوانة التونسية وبعض المسؤولين السامين في السلك عن الندوة الصحفية رغم توجيه دعوات لهم للحضور وقال: «ان هذا اكبر دليل على عدم وجود نية لإصلاح سلك الديوانة», ووصف هؤلاء بقوى الجذب الى الوراء والذين يعملون على إجهاض كل محاولات الإصلاح ويعرقلون أنشطة الجمعية .