استضاف ليلة أمس برنامج «لقاء خاص» بقناة «نسمة» كلا من السيد الباجي قائد السبسي ولزهر العكريمي ورضا بلحاج والطيب البكوش. وعن سؤال يتعلق برأيه في الأخبار المتداولة منذ مدة حول نية السلطة محاسبته في قضية تعذيب اليوسفيين خلال الستينات من القرن الماضي عبر إلغاء المنشور 106.. استغرب الباجي قائد السبسي وقال إن لا علم له بفتح بحث في قضية التعذيب المشار إليها. وقال: «قمنا بالواجب خلال ترؤسنا للحكومة السابقة وشكرنا كل الناس بمن فيهم الغنوشي والجبالي والمرزوقي والعالم أجمع على نجاحنا في تحقيق انتقال ديمقراطي فإذا بي أتحول إلى رجل رأسه مطلوب" (L'homme à abattre). وأضاف السيد الباجي قائد السبسي قائلا: «حتى السيد حمادي الجبالي العاقل ما قصرش... قال إن حكومتي تركت لهم «تركة» عن قصد... وحتى لطفي زيتون انتقد ذهابي إلى اتحاد الشغل الذي زرته بنية تهدئة الأجواء والحمد لله أن الشيخ الغنوشي نسج على منوالي.. هذا دون الحديث عن عبد الكريم الهاروني الذي تحدث بصراحة عن معلومات استخباراتية تفيد بتواطؤ شخصيات وطنية وأخرى في المعارضة وأخرى من العهد البائد لاسقاط الحكومة". واستطرد السيد الباجي قائد السبسي قائلا: «فهمت أن فتوى صدرت في شأني لكني لم أفهم لماذا كان كل الناس يشكرونني وفجأة أصبح كلهم يذمونني". وعاد السبسي ليقول إن حكاية التعذيب تعود الى 50 سنة خلت مشيرا الى أنه ليس له أي دور فيها قائلا: «حتى أحمد بن صالح خذا فيّ باي.. ولا أفهم لماذا». وعن سؤال لسفيان بن حميدة حول ارادة المنصف المرزوقي (المفهومة على حد تعبيره) فتح ملفات تعذيب اليوسفيين ردّ السيد الباجي قائد السبسي قائلا: «لا دخل لي في حكاية التعذيب فمؤامرة 1962 حدثت عندما لم أكن في الداخلية لأني عينت فيها سنة 1963 بل وحتى ادريس قيقة تمت اقالته لأن وزارته لم تكشف المؤامرة". ولاحظ السيد الباجي قائد السبسي أنه لم ير مطلقا اليوسفيين مشيرا الى أن القضية "مخلوقة". وتساءل: «ولكن لماذا الآن؟» مجيبا بأن إثارة القضية جاءت بعد تصريحه الذي نبّه فيه الحكومة الحالية الى ضرورة اجراء انتخابات في ظرف سنة كما تعهدت بذلك كل الأحزاب قبل الانتخابات مستشهدا بآية كريمة تقول {وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا} مشيرا الى أنه قال أيضا في تصريحه بأن الوقت قد حان بعد مرور 4 أشهر من الصعود الى دفة السلطة لتأكيد الالتزام بالموعد المتفق عليه، مذكرا بتصريح المرزوقي الذي قال فيه: «سكت دهرا ونطق كفرا". وأشار السيد الباجي كلامه إلى أن كل من يريد أن يفتح ملفات قديمة حر في أن يفعل ذلك. وقال السيد الباجي قائد السبسي أنه من مصلحة تونس نجاح الحكومة الحالية، لذلك يجب عليها الابتعاد عن منطق المؤامرة والترصّد.