سيظل تاريخ 14 جانفي 2011 راسخا في أذهان كل التونسيين بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم كيف لا وهو تاريخ سقوط نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي بعد 23 سنة من القمع والتعذيب والتنكيل والترهيب...تاريخ سيبقى ملتصقا بذاكرة كل التونسيين خاصة وانه ما من أحد كان يتوقع زوال شمس بن علي حتى محمد البوعزيزي نفسه نواة هذه الثورة الخالدة... بن علي ذهب وولى الدبر ولن يعود أبدا إلا في سطور سيخطها البعض في تاريخ هذا البلد المجيد...ووحدهم الشرفاء أحسوا بأنهم ولدوا من جديد...ووحدهم الطاهرون الأعفاء من يرون المستقبل بعيون حالمة ويضحكون ملء أشداقهم لان الأمر يستحق القهقهة والانجاز يكفي ليحجب صمت السنين الطوال...أما الآخرون ممن كانوا يتنفسون هوى قرطاج وممن كانوا يستمدون وجودهم من فتات النظام السابق سيكونون على موعد مع الذل ومع الهوان وسيلفظهم الجميع لان تاريخهم قذر وأياديهم ملطخة بأنات أبرياء هذا الوطن العزيز فكثيرون هم من اغتصبوا حرياتنا وخيراتنا وكثيرون هم من تسلقوا جدران المجد وقضوا وترهم تحت سكون الليل...اليوم سننبش في ماضيكم وسنفتح دفاتر حساباتكم وهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين... اليوم ستطال المحاسبة جميع الرؤوس بما أن الفساد عم الجميع من رأسنا حتى أخمس قدمينا ولان الرياضة جزء لا يتجزأ من منظومة هذه البلاد فان أبطال الأمس ممن صعدوا على أكتافنا بشعارات الحزب الحاكم ونسبه الجليل لن يكون لهم أي مكان بيننا اليوم ومن عربدوا بالأمس القريب وتحدثوا بلغة القوة عليهم أن يستعدوا لما هو آت...رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم علي الحفصي من بين الذين استغلوا بقصد أو دونه انتماءهم السياسي إلى الحزب الحاكم ليمارس العديد من الضغوطات على بعض الزملاء الصحفيين وبلغ به الأمر في بعض الأحيان حد التهديد وهذا لا يخفى على أحد والحفصي هو كذلك من بين الذين خدمتهم انتماءاتهم السياسية للوصول إلى ما هو عليه الآن ونعتقد انه هو كذلك مدعو للمثول أمام لجنة الفساد للتحقيق معه في بعض التجاوزات والشكوك التي حامت حوله خاصة وان ثراءه الفاحش مثلما جاء على لسانه في عديد المرات يدعوه للوقوف مع زمرة المشبوهين... الحمد لله لأن سقوط بن علي جعل الحصانة تسحب من العديد من الفاعلين في المشهد الرياضي في بلادنا والذين طوقوا الكرة التونسية رغم أنف الجماهير والمسؤولين ولنا في سليم شيبوب سابقا و بلحسن الطرابلسي و بدرجة أٌقل علي الحفصي وسعيد بوجبل وكذلك زياد الجزيري الذي يعلم الجميع في سوسة حجم التجاوزات التي ارتكبها حتى في حق زملائه المسؤولين في الفريق خير دليل على ذلك و هذا غيض من فيض والأمثلة عديدة... سنطوي هذه الصفحة بلا رجعة وعلى من تسول له نفسه مستقبلا استغلال نفوذه بأي انتماء سياسي أن يضع نصب عينيه أن هذا الجيل من الشباب الثائر فجر فينا ينابيع من الحرية لن تنضب أبدا تأخذ في طريقها كل جبار متكبر...