يمكن القول إن الخطاب الذي ألقاه أمس سيادة الرئيس زين العابدين بن علي بمناسبة الأحداث الدامية التي تشهدها البلاد بعث فينا جرعة إضافية من الأوكسجين وأعاد إلينا بارقة أمل في زمن النكسات خاصة وان خطاب الأمس حمل في طياته الكثير وخاصة لنا نحن رجال الإعلام الذين ظللنا طيلة هذه السنين لعبة بين أيادي بعض الفاعلين في نظام بن علي... ولأننا لا يمكن أن نفوت على أنفسنا هذه الفرصة التاريخية ولأننا كذلك جزء لا يتجزأ من منظومة هذه البلاد فإننا سنحاول بقدر المستطاع المساهمة في هذا التغيير الذي قيل انه ولد من جديد...تغيير شبهه البعض باستقلال جديد لتونس التي ظلت طيلة 23 سنة حبيسة بعض المفاهيم البالية والتي همشت وحطمت فينا الكثير وقتلت لدينا الرغبة في الحياة...قد يتهمنا البعض بالركوب على سطح الأحداث وقد يتساءل البعض الآخر عن سر هذه الثورة التي تحركت في داخلنا فجأة لكننا سنتمسك على الأقل بقليل من الأمل عسى أن يتغير واقعنا و تترسخ لدينا ثقافات جديدة تبنى على أساس الحريات ولا شيء غير الحريات... الآن وبعد أن رفعت الإقامة الجبرية عن الجمهورية ننتظر بكل لطف ان تشمل هذه العناية فريق النادي الإفريقي الذي دفع هو الآخر فاتورة انتمائه إلى الشعب وكانت النتيجة هي ما آل إليه الفريق الآن...النادي الإفريقي الذي يمكن اعتباره مرآة عاكسة لما تعيشه البلاد ككل ما كان ليعرف نفس هذا المصير لولا غطرسة البعض وديكتاتورية البعض الآخر في ظل ما سمي بحصار لجنة الحكماء التي يتزعمها بلحسن الطرابلسي وحمادي بوصبيع إضافة إلى بقية الكبارات حمودة بن عمار وسعيد ناجي والشريف بلامين...هيئة المحكمين هذه طوقت الفريق من كل جانب وسلبته حقه في الحياة وأوصدت أبواب التغيير أمام كل من رغب في إعادة البناء وجميعنا يتذكر ما حصل خلال الصائفة الفارطة للرئيس المخلوع للفريق جمال العتروس الذي أجبر عنوة على المغادرة لا لشيء سوى لأنه ليس من الموالين ل"دستور" هيئة المحكمين التي سعت طوال العقد الأخير إلى تنصيب رئيس صوري على راس الفريق يسير وفق نبض مشغليه و يمتثل لأوامر أسياده... قد يكون حال النادي الإفريقي نتاجا طبيعيا لفلسفة الرجل الواحد وقد يكون ذنب الإفريقي الوحيد أن الطريق الفاصل بين كرسي القيادة فيه وبين شعبه يمتد من حلق الوادي إلى قرطاج وهذا اصل الداء...الآن بما أننا سنطوي صفحة الماضي ولان الإفريقي يحتل حيزا لا بأس به في هذه الصفحة القاتمة فانه آن الأوان أن يطلق سراحه وان تفتح بوابته للجميع لكل رجاله وأبنائه ممن يسعون فعلا لإعادة بنائه ورعاية مصالحه... الجلسة العامة الاستثنائية الانتخابية على الأبواب وفصول مسرحية الصائفة الفارطة لن تنطلي مجددا على جمهور النادي الإفريقي,لذلك دعوا هذه الجماهير تقرر مصيرها و تختار رئيسها عن طواعية واقتناع بعيدا عن ممارسات الولاء والتوصية والديمقراطية الزائفة...بالأمس القريب الترشح لرئاسة الإفريقي كان كابوسا يؤرق الكثيرين لان كرسي الرئاسة في الفريق يساوي العبودية...لكن بعد كل ما قيل نعتقد أن العتروس وأمثاله جاهزون لممارسة حقهم المشروع دون أية قيود طالما رفعت الحصانة عن هيئة المحكمين ورفعت الوصاية عن فريق باب الجديد..