اعتبر رئيس فرع المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والإجتماعية منيرحسين أن ملف عملة الحضائر من بين الملفات الحارقة التي يجب على الدولة تسويتها, خاصة أن واقع هذه الشريحة المهني يتأرجح بين جملة من التناقضات التي كرسها منوال التنمية الحالي الموسوم بالحيف وسياسة التمييز على حدّ تعبيره. وأضاف منير حسين ل« التونسية» على هامش ندوة صحفية نظمها المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية أمس أن آلية الحضائر هي آلية تشغيل هشة، وأن هناك تمييزا بين المشتغلين في هذا القطاع، مبينا أن حوالي 40 ألف عامل يشتغلون ضمن هذه الآلية في ظل وضعيات مهنية هشة, وأن هذا الرقم يبقى غير نهائي لأن عدد عمال الحضائر أكبر بكثير من ذلك نظرا لسياسة التعتيم التي تعتمدها الدولة إزاء هذا القطاع على حدّ قوله. وبين أن 25 ألف من عمال الحضائر يشتغلون في قطاع الفلاحة, في حين نجد حوالي 40 ألف يعملون بالحضائر الجهوية في قطاعي الحراسة والتنظيف. وبخصوص المستوى التعليمي لعملة الحضائر, قال منير حسين إن ل 40 ٪ منهم مستوى تعليم إبتدائي أو دون ذلك, في حين أن نصفهم أمي. في المقابل نجد أن 35 ٪ من عملة الحضائر بلغوا مرحلة التعليم الثانوي,منهم 5 ٪ يشتغلون بالإدارات العمومية. منحة شهرية ب 250 دينارا في غياب التغطية الإجتماعية أما عن قيمة المنح الشهرية التي يحصل عليها عملة الحضائر فهي في حدود 250 دينارا على 26 ساعة باستثناء العطل والأعياد وفي غياب التغطية الإجتماعية, باستثناء عملة حضائر الفلاحة الذين يتمتعون بالأجر الأدنى الذي هو في حدود 330 دينارا, إضافة إلى تمتعهم بالتغطية الاجتماعية. ولاحظت ذات الجهة أن الدولة مطالبة بتسوية وضعيات عملة الحضائر وعدم التمييز بينهم عبر إدماجهم وإعادة توزيع الإدارة العمومية أفقيا وعموديا, مشيرة في السياق ذاته إلى أن 94 ٪ من هذه الشريحة التحقوا بالالية المذكورة بعد 2011, وأن المطلوب اليوم تسوية وضعياتهم المهنية والاجتماعية خاصة وأنهم من الفئات الأكثر فقرا وتهميشا في البلاد. وعن التوزع الجغرافي لعملة الحضائر, أوضح عضو المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية ل«التونسية» أن 63 ٪ منهم يعملون بالحضائر الجهوية في ولايات الوسط والشمال الغربيين, وأن أغلب هؤلاء العمال يشتغلون في قطاعي الحراسة والتنظيف, في حين نجد حوالي 8 ٪ منهم في مجال الإدارة. ل63 بالمائة من عملة الحضائر عائلات ويتوزع عملة الحضائر على شرائح عمرية مختلفة, من ذلك أن 40 ٪ منهم بين الخمسين والستين سنة, وهم يشتغلون في مجال الفلاحة, علما أن أعمار نصف هؤلاء أي 20 ٪ تفوق ال 60 ٪. أما بالنسبة للشريحة العمرية بين ال 20 و35 سنة فنجدهم يعملون بالحضائر الجهوية، في حين أن الشريحة العمرية بين 35 و50 سنة تمثل 43 ٪ من إجمالي عملة الحضائر, بينما هناك 3 ٪ منهم من كبار السن. وبالنسبة للوضعيات المدنية، قال مصدرنا إن ل 63 ٪ منهم عائلات.