علمت «التونسية» أن اللقاء الذي جرى أمس بين حسين العباسي وراشد الغنوشي كان مهما للغاية لتوضيح الرؤية حول الوضع في البلاد وخصوصا كيفية استكمال تطبيق خارطة الطريق وتذليل الصعوبات الحاصلة الآن حول موعد الإعلان عن الحكومة وإنهاء الإشكال الحاصل حول تنقيح التنظيم المؤقت للسلط العمومية ويبدو أن الأمور تسير نحو ايجاد صيغة جديدة لتمكين حكومة مهدي جمعة من الصلاحيات الكاملة لإنجاح مهامه. ويمكن القول إن العد التنازلي للإعلان عن حكومة السيد مهدي جمعة قد انطلق ووجب تصحيح بعض المسائل وتوضيحها حيث يتعيّن وفقا لخارطة الطريق أن تقدّم غدا الحكومة المكلّفة تشكيلتها إلى رئيس الجمهورية وذلك بعد أسبوعين من التكليف، الأمر الذي يتعيّن معه تقديم المقترح التعديلي للنظام المؤقت للسلط في مسالة حجب الثقة بأغلبية الثلثين (طبقا لما ورد في خارطة الطريق أيضا) والمصادقة على ذلك قبل التقدّم بتشكيلته إلى المجلس الوطني التأسيسي. وتنص خارطة الطريق على تنقيح الفصل 19 من القانون التأسيسي المتعلق بالتنظيم المؤقت للسلط في فقرتيه الأولى وخاصة الثانية من أجل حجب الثقة بموافقة الثلثين. ويتم حاليا مناقشة هذا الأمر المهم للغاية بالنسبة لحكومة جمعة . الإشكال الحاصل أمس ان «النهضة» ترفض الخوض في تنقيح التنظيم المؤقت للسلطات وهو ما خلق تعطلا في الحوار الوطني الامر الذي يستوجب اتصالات بين الرباعي الراعي للحوار ورئيس حركة النهضة لإقناعه بالمضي قدما في تنقيح التنظيم المؤقت للسلطات وهي النقطة التي تضمنتها خارطة الطريق والممضاة من طرف حركة «النهضة». ولا يمكن لحكومة مهدي جمعة ان تنطلق قبل تنقيح التنظيم المؤقت للسلط مما قد يستوجب تمديدا عبر تمكين جمعة من حيز زمني أطول للمشاورات وتمكين المجلس التأسيسي من حيز كذلك للتوافق حول كيفية تنقيح الفصل. وقد برز تباين بين المعارضة و«النهضة» فقد اعتبرت الاحزاب أنّ تنقيح القانون المؤقت للسلط في مسألة حجب الثقة يُعتبر التزاما سياسيا بعد تنصيص خارطة الطريق على ذلك بينما رأت «النهضة» في ذلك مسألة تعتريها بعض الصعوبات باعتبار أن بعض الأطراف الممضية على هذه الخارطة لها صعوبات تتمثّل في شركائها السياسيين حيث بينهم من هو ليس مع الحوار الوطني . المهم أن الحوار الوطني عاد من جديد إلى التعطل خصوصا أن التوافق غاب أيضاً عند الحديث عن الانتخابات الرئاسية والتشريعية حيث تمسكت «الترويكا» بإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في نفس اليوم وهو ما رفضته المعارضة. كل هذه العراقيل قد تعطّل موعد الإعلان عن حكومة جمعة لا سيما ان عدم تنقيح التنظيم المؤقت للسلط قبل يوم غد يجعل بندا من بنود خارطة الطريق يتأخر عن التنفيذ وهو أمر سيعطل كذلك الإعلان عن حكومة جمعة وهو سيناريو وارد لكن تجري حاليا مساع كبيرة لتذليل هذه الصعوبات ومحاولة الإعلان عن الحكومة في إبانهما اي يوم غد .