التونسية (تونس) كشفت مصادر خاصة ب «التونسية» أن الغموض يكتنف المسار الحكومي جراء غياب التوافق السياسي حول اسم رئيس الحكومة القادم بسبب حصول التجاذبات السياسية ورفض كل طرف مقترح الطرف الآخر وحصول تعنت متبادل بين ممثلي الأحزاب وعدم وجود الشخصية التي من الممكن التوافق حولها وان هذا الأمر زاد من تعميق الأزمة السياسية وزاد في استفحال الأزمة الاقتصادية. هذا الأمر وهذا الغموض الذي عشش في العملية الحوارية قد يتواصل إلى حد انتهاء المهلة المحددة من قبل الرباعي الراعي للحوار وهي يوم غد الأحد وهو ما يجعل البلاد مرشحة إلى عديد التطورات. هذا الوضع الغامض سيجعل الرباعي الراعي للحوار مضطر إلى طرح حل سياسي للأزمة بعيدا عن الحسابات الذاتية والمصلحية التي أعاقت إنجاح العملية السياسية وهذا الحل قد يكون في تقديم مقترحات جديد ة قد تتضمن اقتراح الشخصية التي من الممكن أن تتحمّل المسؤولية وتكون محل إجماع الجميع. الرباعي الراعي للحوار أكد في لقاءاته الأخيرة مع الأحزاب أنه مستعد لتقديم إسم رئيس الحكومة القادم شريطة أن تعبر الأحزاب بصريح العبارة أنها ستقبل الإسم دون احترازات أو اعتراضات ويصبح محل إجماع الجميع وأن يتم تكليفه بتشكيل الحكومة بعيدا عن فيتو أي طرف سياسي. هذا الأمر وافقت عليه جبهة الإنقاذ وعدد من الأحزاب غير المنتمية لأي جبهة لكن الترويكا لم تقدم بعد موقفها النهائي من المقترح الذي تقدمت به بعض الأحزاب. وفي صورة غياب التوافق حول هذه المسألة ستبقى تونس في مدار التجاذبات السياسية وهنا بيّن أحد المقربين من المنظمات الراعية للحوار أن الرباعي استطاع تجميع الأحزاب على طاولة واحدة في مهمة كانت مستحيلة في البداية أمام الخلافات العميقة بين الشقين وأنه بعد شهرين من المشاورات نجح الرباعي في تجميع الأحزاب على طاولة واحدة وهي المرة الأولى التي تحدث في تاريخ البلاد حيث توجد أطراف سياسية ترفض الجلوس على طاولة واحدة منذ عقود لكنها وافقت على ذلك وكان الحوار صعبا وشائكا ومحفوفا بالمخاطر والفخاخ وبينّ محدثنا أن المنظمات الراعية لم تتدخل في توجيه النقاش لكنها حاولت تقريب وجهات النظر فقط. وبينت مصادرنا أن المنظمات الوطنية الراعية للحوار لم تفشل لكن الأحزاب هي التي فشلت في التوافق مما يجعل سيناريوهات عديدة منتظرة إذ قد تكشف المنظمات عن الأطراف المتسببة في عدم التوافق. لكن ما أكدته لنا مصادرنا أن الرباعي لا يريد الوصول إلى هذه النتيجة خوفا من المصير الذي قد تتجه إليه البلاد آنذاك لذلك علمنا أنه سيتم تحميل الأحزاب مسؤولياتها وتقديم الحل في ال 48 ساعة القادمة. المهمة صعبة وقد تكون مستحيلة لكن الرباعي متمسك بإنقاذ البلاد رغم التجاذبات السياسية. السيناريو المنتظر كذلك، التوافق على أسماء لتعيينها في الحكومة وخلق توازن سياسي داخل الحكومة حيث تبلورت تخوفات من طرف الترويكا بإخراجها من الحكومة بشكل تام وهي تطالب بتطمينات ملموسة قبل تقديم تنازلات.