يرى بعضهم ان الرئيس قيس سعيد قد اخطا عندما اختار ان يخوض غمار وبحار واهوال السياسة دون اعتماده على حزام سياسي متمثل في حزب قديم او حزب جديد لكنني اذكر هؤلاء المنتقدين واسالهم الا ترون ان قيس سعيد قد يكون على الحق وعلى الصواب المبين عندما اختار هذا النهج وهذا السبيل في رئاسة التونسيين؟ ثم بالله عليكم اخبرونا ماذا فعلت الأحزاب السياسية الكثيرة المتناسلة بعد الثورة بالبلاد التونسية ؟ الم تروا مثلنا انها اضاعت التفكير في ما وعدت به من تحقيق ومن ضمان قضاء مصالح التونسيين وقضت العشر سنوات الماضية كلها في التناحر وفي الصراع وفي عرقلة بعضها بعضا بصفة كريهة سقيمة نابية؟ الا تعترفون ان كنتم منصفين ان التونسيين قد كرهوا وقد نقموا كلهم بلا استثناء على شيء اسمه احزاب صاخبة متناحرة ؟ الم يصبحوا يتندرون بصراعاتهم وخلافتهم كل صباح وكل مساء حتى في اقل وفي اصغر الأشياء؟ الم يساموا من تراشقهم بالتهم في كل تصريح وفي كل كلام حتى اصابهم في متابعة كلامهم ومواقفهم كل حزن وكل غم وكل هم ؟ فهل تريدون ان يفكر قيس سعيد في الانضمام او في تكوين حزب لا ولن يختلف كثيرا عما في بلادنا من احزاب (الهانة والهم والبين) كما يقول ذلك عامة التونسيين؟ ثم اجيبونا ايها المنتقدون لاختيار الرئيس قيس سعيد خوض غمار السياسة بهذا الشكل الجديد واعتبرتموه بذلك في موقف ضعف امام خصومه السياسيين ماذا فعل حزب بورقيبة وما ادراكم ما حزب بورقيبة في سبيل انقاذه من قبضة ابن علي لما ازاحه في ليلة ليلاء فعل فيها ما اراد وما شاء؟ ثم اصبح من الغد في الناس خطيبا يتحدث عن هرم بورقيبة وعن طول شيخوخته واتباع بورقيبة يسمعونه بانتشاء يصفقون له ويهنؤونه على عزل سيدهم وزعيمهم بورقيبة واراحتهم من بطشه ومن جحيم سلطته الخرقاء؟ ثم اجيبوني ايضا ماذا فعل حزب ابن علي لما ثار عليه التونسيون ففر هاربا وهو متعجب مبهوت متالم محزون متسائلا كيف تخلى عنه من كانوا له بالامس يصفقون وباسمه ينادون و بسيرته يلهجون ولدوام حكمه راجون ومناشدون ؟ اليس من ذكاء ومن قوة عقل قيس سعيد ان اخذ العبرة واستوعب الدرس من نفاق الأحزاب ومن خزعبلاتها فاختار ان يتكل على الله وحده وان ينفض يديه من احزاب لا يامن العقلاء طمعها وخيانتها وتقلباتها ؟ الم يقل الحكماء المجربون منذ سنين ومنذ قرون ان اللبيب من اتعظ بغيره وان الأبله من اتعظ به غيره؟ اما عن تخويف بعضهم للرئيس قيس سعيد من نهاية كارثية ماساوية اذا واصل انتهاج سياسته الحالية فاننا نذكهرم لو يعلمون ان نهايات الظالمين المعتدين هي التي تكون كارثية ماساوية تراجيدية ولا نظن انهم يرون ان الرئيس قيس سعيد ظلم احدا من الناس قبل وبعد رئاسته ولذلك فانا نرجو ان يكون من الذين قال فيهم الله سبحانه و تعالى في كتابه المكنون (ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون)