يا سعادة سفير الجمهورية الفرنسية بتونس.. طاب يومك.. سلام عليكم. أسعدني أنكم تحسنون الحديث بلسان عربي، ويسعدني أكثر أن مقالي الموجه اليكم تقرأونه بأنفسكم ولا يترجم للغة الفرنسية. يا سعادة السفير إن التاريخ يثبت أن العلاقة بين التونسيين والفرنسيين قديمة وكانت موجودة قبل الحماية والآن ومنذ أن انتهت الحماية الفرنسية فمازالت العلاقة الشعبية بين الفرنسيين والتونسيين قائمة ومتواصلة بالاضافة الى العلاقة بين السلطتين في الدولتين. والتاريخ يشهد أن الرحلات بينها كانت موجودة ومازالت موجودة، وإذا كانت تونس قد فتحت الباب على مصراعيه ليحلّ الفرنسيون بيننا ضيوفا وسوّاحا وتجارا وفنيين وأصحاب صناعة فإن فرنسا جعلت الباب مفتوحا في وجوه التونسيين والتونسيات ولكن لظروف لا يدخلون منه الى فرنسا الا بشروط لا فائدة في مناقشتها في هذا المقال ولكنني أقول: نفهمها. من هذه الشروط التي يجب أن تتوفر ليدخل التونسيفرنسا أن يتحصّل على تأشيرة دخول من السفارة الفرنسية.. وهذا مقبول. وللحصول على التأشيرة على المسافر أن يعدّ مجموعة من الأوراق نصّت عليها مطبوعة تسلّمها المسافر من السفارة وهو يقبل ويرضى ويقوم بإعدادها. لكن يا سعادة السفير: هل من المنطق المدني الحضاري أن يقدّم المسافر من الاوراق والبيانات كامل ما طلب منه حتى اذا قدّمها للمسؤولين في السفارة رُفض جوازه وحرم من التأشيرة. لماذا؟ لأن أوراقا أخرى كان عليه أن يقدّمها لأنهم لم يطلبوها منه في المقابلة السابقة. سعادة السفير: كيف يعد ما لم يطلب منه؟ لماذا لم تطلب منه كامل الاوراق والبيانات دون نقصان من أول لقاء؟ سعادة السفير: إن التونسي والتونسية يقبل على مضض أن يضيف ويكمل ما طلب منه وهو في تعب الذهاب والاياب والسفر من العاصمة الى مسقط رأسه، انه يقبل بالصبر المرّ أن يرفض طلبه المرة بعد مرة ويعيد الكرة مرّة بعد مرّة وفي كل مرّة يجلب أوراقا لم تطلب منه في المرات السابقة. انه يقبل أن يجري وراء التأشيرة ليسافر الى فرنسا ليداوي مرضا أو ليودّع قريبا مريضا قبل أن يموت، أو لتساعد أمّ ابنتها على الولادة. وغير ذلك من مشاكل الحياة وضرورياتها التي تدفع المواطن التونسي ليسافر الى فرنسا. سعادة السفير: لم يكن التعب متوقفا عند هذا الحدّ فهناك ما هو أدهى، هناك المذلة والاهانة على باب السفارة وهذه صورة الواقع. عبر الهاتف يقال لطالب التأشيرة: كن حاضرا في السابعة والنصف من يوم كذا فإذا أقبل في الموعد وجد مجموعة قد جاءت وضُرب لها نفس الموعد تبقى المجموعة تنتظر في الشارع ثم تدخل فتبقى في العراء وتحت البرد أو حرّ الصيف في الانتظار ولا يسمح لها بالدخول الى غرفة الا بعد ساعات والحال أن في السفارة متسعا. ويدخل صاحب جواز السفر ويبقى ينتظر دوره، فإذا نودي عليه وجد بكل أسف مجموعة من التونسيين يقابلونه بغلظة وجفاء وكأنه ما طرق باب فرنسا ليقول: جئت ضيفا ولكن كأنه مجرم.. (من أدّبه على ذلك؟). سعادة السفير: لقد رأيناكم عبر شاشة (فرنسا 24) ضاحكا باسما متخلّقا شابا وسيما وفيكم تذكّرنا أصالة الفرنسي في أخلاقه فهل يمكن أن ننتظر تغييرا في معاملة أعوان السفارة الفرنسية مع من يطلب تأشيرة؟ هل ننتظر البيانات الكاملة؟ هل نرى حسن الاستقبال؟ هل سنرى القادم على سفارتكم يستقبل كما يستقبل الضيف باحترام وكما تستقبل تونس دولة وشعبا أبناء وبنات فرنسا في مطاراتها وعلى أرضها؟ أسأل وأنتظر الجواب ليفهم كل من دعاة السفر الى وطنكم وأفهم.