يتذمر العديد من سكان العاصمة وضواحيها وحتى من بعض المدن الداخلية من الفوضى التي أصبحت تجتاح الذبذبات الإذاعية حيث تقتحم اذاعات غريبة ومجهولة صحت عليها تسمية"كلوندستان" التي كانت أطلقتها عليها "الصباح نيوز" منذ مدة .. بعض هذه الإذاعات الدينية التي تبث بكاء وعويل بعض المشائخ منذ الصباح الباكر تحجب ذبذبات إذاعات رسمية على غرار إذاعة "اكسبراس اف ام" ...وحتى "شمس أف أم" المعروفة بتعدد ذبذباتها أصبح من العسير ضبطها بعد أن دخلت احدى الإذاعات الأخرى على الخط... أما "موزاييك فيشكو عدد من سكان بعض المناطق بالعاصمة من إندثارها من المشهد الإعلامي بسبب سيطرة إذاعة "كلوندستان" على تلك الذبذبات. يحدث كل هذا والهايكا لا تحرك ساكنا بل نجدها تركّز كل جهودها فيما يعتبره عدد من أصحاب الإذاعات المرخص لها تضييق خناق عليهم من خلال فرض شروط مجحفة على الإشهار. ولئن رأينا أنه من الواجب التنبيه لهذه المسائل فذلك يعود لأكثر من سبب. أوله حق المستمع في أن يستمع الى الإذاعة التي يريد الإستماع اليها دون تشويش. ثاني الأمور تتعلق بوجوب الإستعداد الجيد وتنظيم القطاع قبل موعد الحملات الإنتخابية التشريعية والرئاسية كي لا يستغل أصحاب تلك الإذاعات خروجهم عن الشرعية وسيطرتهم على الذبذبات ليعيثوا فيها فسادا وليلعب المال السياسي دوره في البيع والشراء في هذه المرحلة الإنتقالية الصعبة. وما دامت الهايكا طرفا في هذا المقال فإننا ندعوها من هذا المنبر الى وجوب فتح تحقيقات في كيفية ادارة وتصرف عدد من التلفزات الموجودة في تونس والتي تنفق بدون حساب ولا نرى لها اشهارا على غرار تلك التلفزات المحسوبة على تيارات يمينية أو دينية. فمن حق الشعب التونسي أن يعرف كيف تدار وتموّل هذه التلفزات ومن أين تعيش. واجب الهايكا هو الحفاظ على المشهد الإعلامي سليما معافى وأول شروط ذلك الإهتمام بالمؤسسات الخارجة عن النصاب واللاقانونية... أما المؤسسات الأخرى فمقدور عليها ومهما يكن الامر فانها تظل دوما تحت السيطرة.