شدّد مؤسس حزب التيار الديمقراطي محمد عبو على ضرورة عدم ارتباط ايّ حكومة بمراكز نفوذ مالية أو فاسدين أو أحزاب. وأوضح في تصريح ل"الصباح نيوز" أن الأحزاب وان كانت تحدّد تصورا لعمل الحكومة، كما هو الحال بالنسبة للحكومة المنبثقة عن "اتفاق قرطاج"، فإنه ليس من حق هذه الأحزاب التدخل في تطبيق سياسات الحكومة أو التدخل لخدمة مصالح بعض الأشخاص أو الجهات، مشيرا إلى أن هذا الأمر سجّل في جزء منه في حكومة الحبيب الصيد وهو ما يتطلب اليوم قطعا كاملا مع أيّ مراكز نفوذ سياسية كانت أو مالية. واعتبر محمد عبو أن نجاح أيّ حكومة يقتضي أن يكون رئيس الحكومة رئيس فريق وأن يكون بدوره هذا الفريق الحكومي منضبطا لسياسة واحدة لا سياسات مختلفة، موضحا: "عبارة انضباط بالنسبة لأعضاء الحكومة تتنافي مع وضعيات الضعف لرئيس الحكومة تجاه وزراء متحزبين.. وهو ما حصل في السابق خاصة في حكومة الحبيب الصيد حيث وجد نفسه مجبرا على عدم تغيير الوزراء المتحزبين.. واليوم الأغلبية التي وضعت الصيد هي نفسها التي وضعت رئيس الحكومة يوسف الشاهد كما أنّ الأفكار لم تتغير". وحذّر محمد عبو، رئيس الحكومة من الوقوع في هذا الفخ –أي الخوف من سحب الثقة منه-، مضيفا: "إذا أصبح هدف الشاهد البقاء في نفس المنصب فإن ذلك سيؤدي إلى عدم قيامه بإصلاحات". ودعا عبو، الشاهد إلى "أن تكون له رغبة حقيقية في التغيير وأن لا يكون أسيرا لمنصبه"، قائلا: "وان فكّر الشاهد عكس ذلك فإنّ أوضاع البلاد ستسوء معه". ومن جهة أخرى، اعتبر محمد عبو أنّ أي شخص يتولى منصب رئيس حكومة يجب أن يكون واضح لديه أنّ هنالك 4 شروط يجب استيفاؤها قبل الحديث عن برامج، مشيرا إلى أن هذه الشروط تتمثل في ما يلي: أوّلا فرض القوانين على الجميع، وثانيا ضمان كرامة التونسيين وحقوقهم وحرياتهم، وثالثا مقاومة الفساد وتكريس الحوكمة الرشيدة، ورابعا تغيير مناخ الأعمال عبر تقليص الاجراءات الادارية وتجاوز البيروقراطية". وأضاف عبو أنه دون استيفاء هذه الشروط الأربعة لا يمكن الحديث عن نجاح حكومة أو تغيير الأوضاع، مؤكّدا أنّ جميع الحكومات المتعاقبة بعد الثورة لم تفلح في تحقيق هذه الشروط رغم بساطتها في الظاهر. وختم بالقول: "في مجتمع يطغى فيه الرشوة والأنانية والمحسوبية لا ينتظر انتاج أو انتاجية ولا يمكن الحديث عن تحقيق حلم جعل بلادنا في مسار الدول المتقدمة.. ولهذا فإن الخروج من كل هذا يقتضي حكومة قوية وجدية ولها رغبة حقيقية في التغيير وتعمل وفقا للشروط الأربعة".