دعا شكري المديوني رئيس الجامعة التونسية لنوادي السينما وزارات الثقافة والسياحة والخارجية والشباب والرياضة ورئاسة الجمهورية وغيرها من الجهات الأخرى إلى دعم مبادرة الجامعة المتمثلة في احتضان بلادنا للمؤتمر العالمي للجامعة الدولية لنوادي السينما الذي من المنتظر أن تحتضنه بلادنا من غرة أفريل القادم إلى 7 من نفس الشهر. وفسر تخصيصه هذه الجهات بهذا الطلب بأنها الجهات المعنية بهذه المناسبة الثقافية الكبرى التي سبق أن راسلها في الغرض ولم يجد ردا عمليا إلى حد الآن. لأنه حريص على أن تكون بلادنا في مربع العلم والنور والإبداع وذلك بالقطع مع الصور القاتمة والمشاهد السيئة التي ما انفكت تشوّه صورتها حسب وصفه. من جهة أخرى عبر عن استنكاره لتكرر أحداث العنف ومشاهد الفوضى المسيئة لتونس نظرا لكونها تؤثر سلبيا على فرص التنمية والتطور الذي ينشده أبناؤها بعد الإطاحة بالنظام البائد على نحو يضطلع فيه المشهد الثقافي بدور كبير في تمهيد طريق التواصل والتعاون على مستوى دولي. واعتبر أن ما أثارته حادثة الاغتيال السياسي للمناضل الشهيد شكري بلعيد وما عرفته من تداعيات وردود أفعال على مستوى دولي خاصة كان بمثابة ضربة قاصمة لمشروع تونسالجديدة على جميع المستويات. واعتبر ما تعرضت له مبادرة المكتب التنفيذي للجامعة التونسية لنوادي السينما في تونس من صدمة إثر هذه الحادثة المأساوية قد تذهب مجهود سنوات، من العمل والتأسيس، هباء وذلك بعد أن تم التوصل إلى اقناع الجهات الدولية لتحتضن بلادنا المؤتمر العالمي للجامعة الدولية لنوادي السينما في دورته السادسة والعشرين. تساؤلات محيّرة ! وبين رئيس الجامعة التونسية لنوادي السينما أن التحضيرات لاحتضان بلادنا لهذا الموعد الثقافي العالمي أدركت مرحلة متقدمة بعد أن تم ضبط مواعيد استقبال ضيوف المؤتمر القادمين من خمس قارات باعتبار أن المواقفة على أن تحتضن تونس لهذا المؤتمر كان ثمرة مجهودات جبارة قامت بها الأطراف ممن أرادوا أن يكرموا شباب تونس بعد الثورة فضلا عن كون المؤتمر السادس والعشرين ينتظم للمرة الأولى في بلد إفريقي وعربي. إلا أن المحير بالنسبة لشكري المديوني هو إمكانية افشال هذا الموعد الهام بعد أن تلقى اتصالات في الأيام الأخيرة التي تلت حادثة الاغتيال من جهات دولية ومن ضيوف المؤتمر العالمي تتحدث عن الوضع الأمني ببلادنا وأن تكون الظروف غير ملائمة لتنظيم هذه المناسبة في تونس. وأضاف في ذات السياق قائلا: "من سوء الحظ أن وفد المكتب التنفيذي للجامعة الدولية لنوداي السينما الذي كان زار تونس خلال شهر جوان للتباحث حول امكانية احتضان بلادنا للمؤتمر الانتخابي لهذا الهيكل الدولي وبعد أن قام بزيارات لعديد الجهات والمواقع الثقافية في بلادنا شجعت هذه الأطراف على قبول المقترح التونسي صادف أن شهدت بلادنا حادثة "المنقالة" أو اجتياح السلفيين لشارع بورقيبة ولكن تم اقناع هذه الجهات بأن المشاهد لا تعدو أن تكون حادثة عابرة وغير مسبوقة. لكن أتمنى أن يتم تطويق المسألة لتستتب الظروف المشجعة على تنشيط السياحة في بلادنا ولا سيّما أن هذا المؤتمر العالمي يشهد متابعة إعلامية دولية واسعة بما من شأنه أن يعود بالفائدة على بلادنا في مستويات تنموية في ميادين مختلفة." وأكد أنه حريص على انجاح هذه المناسبة الثقافية الحدث نظرا للدور الذي يمكن أن تضطلع به في التعريف بالثقافة والحضارة التونسية من ناحية فضلا عن كون الجامعة التونسية ترغب في الترشح للفوز بعضوية في المكتب التنفيذي للجامعة الدولية. لأنه يرى أن تحقيق هذا المبتغى الوطني وارد في ظل اعتراف الجهات الدولية بأهمية وقيمة العمل الذي تقوم نوادي السينما في بلادنا وما تتوفر عليه من أرضية عمل ثقافي لعب دورا كبيرا في بعث هياكل إقليمية ودولية على غرار الجامعة العربية والجامعة المغاربية لنفس الاختصاص إضافة إلى دور الجامعة الدولية التي كانت سعيدة الشريف الرئيسة السابقة للجامعة التونسية عضوا فيها خلال السنوات الأخيرة. نشاط وطني لامركزي كما أكد محدثنا أن الجامعة التونسية لنوادي السينما تقوم بنشاط واسع على مستوى وطني. وبيّن أن تظاهرة "من ذاكرة أيام قرطاج السينمائية" التي انطلقت منذ مطلع الشهر الجاري وتتواصل إلى غاية شهر جوان القادم تعدّ من أبرز نشاطات الجامعة الأخيرة. وفي ما يتعلق بفحوى هذه التظاهرة قال شكري المديوني: "تتمثل هذه التظاهرة في عرض الأفلام التي توجت في الدورات السابقة لمهرجان أيام قرطاج السينمائية منذ بعثه ليس في تونس العاصمة فحسب وإنما داخل جهات الجمهورية التي لم يتسن تنظيم تظاهرات سينمائية فيها كأيام السينما الأوروبية وذلك في إطار لامركزية الثقافة وتقريب الفن السابع من جميع التونسيين.