هل باتت سياستنا تحتاج فعلا إلى منشطات عضوية سريعة المفعول تعيد الحيوية لمواطن الضمور والهزال؟ إلى متى سيتواصل هذا الارتخاء في مفاصل الدولة والتقاعس في مستوى تصدير القرارات التي تثبت فعلا أننا مازلنا ننتمي بطريقة أو بأخرى إلى زمن الثورة وغضب الشارع الهادر الذي اقتلع من على كرسي الحكم من كتم أنفاسه ؟ على ما يبدو أن السكتة السياسية و"بهتة" حكامنا تحتاج فعلا الى "جرعة" منشّطة علّ أولى الأمر منّا يثوبون الى رشدهم ويتركون الانتحاب والتباكي ليتحمّلوا فعلا مسؤوليتهم الكاملة في حماية هذا الشعب وقيادة البلاد إلى برّ الأمان الاقتصادي والاجتماعي.. كنّا نتمنى لو تنفع الحبات الزرقاء في عملية "الإنعاش" السياسي,فكما انكبت مراكز البحث الطبي في الغرب على إيجاد عقار يعيد "الفحولة" المنقرضة للرجال ولو اصطناعيا, راودتني فكرة مجنونة مفادها لماذا لا يفكّر الغرب الذي عهدنا له بفعل ما يلزم مع شؤوننا الأكثر خصوصية - في إنتاج "فياغرا" على غرار "الفياغرا الجنسية" لكن تكون من نوع خاصّ ونوعي ويختارون لها من الأسماء "فياغرا السياسية" عساها تعيد الحيوية والنشاط للقرار السياسي في البلاد الذي على ما يبدو أصابته حالة ارتخاء غير مسبوقة وتعطّلت به السبل وضل طريق الصواب ..فإذا كانت الثانية تلهب خيالات العرب بأحلام المخادع والجواري.. فان الأولى تمثل ترياق الشفاء للشعوب العربية التي طالما تلظّت بالاستبداد واكتوت كذلك بالحرية,حرية على ما يبدو ما زالت تبحث لها عن إستراتيجية تعامل وعن مفاهيم وتطبيقات عملية.. تحسّرنا على عدم توفّر الفياغرا السياسية في الأسواق ليس من باب التندّر أو التهكّم بل هو من قبيل السخرية السوداء على مآل الوضع العام الذي بات محكوما بالتشنّج وبالعنف وبانعدام لغة الحوار بين الأصدقاء والفرقاء وكل ما سبق وذكر لا يمكن أن نخلي فيه مسؤولية السياسيين بمختلف مواقعهم في الحكم أو المعارضة لتكالبهم على الكراسي وانسياقهم الأعمى للمشاحنات الجوفاء دون التركيز على الأخطار المحدقة بالبلاد وتحمّل مسؤليتهم التاريخية في هذه المرحلة الحرجة.. والنتيجة على المستوى السياسي ,حكومة "ذاهلة" ولا تدري كيف تتصرّف وان أرادت التصرّف لا تجد استجابة من "أعضائها" الحيوية.. ومعارضة تغطّ في السبات و"لا تبالي".. ومجلس تأسيسي مهمته الرئيسية أصبحت محاولته المستميتة لإطفاء وتطويق "حرائق" الغضب والاحتقان الشعبي..فهل تكفي الحبة الزرقاء لضخّ الحياة في ما ضمر من "أعضاء"؟