تفجر الوضع منذ يوم الأحد بأحواز معتمدية بن قردان بسبب الاشتباكات بين عرشين اثر خلاف حول قطعة أرض صحراوية تقع على الحدود التونسية والليبية مما تسبب في إصابة عدد من الأشخاص بجروح وكسور إضافة إلى أعمال نهب وتخريب، وهو ما دفع قوات الحرس والجيش الوطنيين إلى الدفع بتعزيزات هامة إلى المنطقة لفصل العرشين عن بعضهما والسيطرة على الوضع ومحاولة تهدئة الخواطر في غياب كلي للأحزاب السياسية ومكونات المجتمع المدني. وقال مصدر أمني رفيع المستوى ل"الصباح" أن الوضع تفجر بين عرشي التوازين والربايع بسبب خلاف حول قطعة أرض صحراوية يملكها أحد العرشين ويستغلها منذ نحو سبعين سنة العرش الآخر في رعاية الأغنام والإبل، وهو ما تطور أمام عدم الاحتكام إلى إعمال العقل إلى مناوشات واستفزازات تطورت بدورها إلى أعمال عنف واشتباكات بالأسلحة البيضاء وبنادق الصيد والرشق بالحجارة شارك فيها ما لا يقل عن ألف شخص من الجانبين مما خلف إصابات عديدة، غير أن مسؤولا اداريا رفيع بمستشفى بن قردان قال أن المستشفى استقبل ثلاثة مصابين فقط أحدهم مصاب بكسر والاثنان الآخران يعانيان من جروح بسيطة تم اسعافهم والسماح لهم بالمغادرة. وأقدم عدد من الأشخاص ليلة أول أمس إلى خلع احدى المغازات ونهبها وقطع الطريق بين منطقتهم ومدينة بن قردان، فيما أقدم آخرون على حرق سيارة عمدة منطقة الربايع بينما كانت رابضة بمدينة بن قردان فتحولت إلى كوم من الحديد. وتشهد منطقة الواعرة بأحواز بن قردان حالة من الاحتقان رغم تدخل كبار العرشين لتهدئة الخواطر وتقريب وجهات النظر لتفادي التصعيد فيما استنفرت قوات الحرس والجيش والشرطة وانتشرت بين "الدوارْين" لمنع أي تصادم، وقد شهد الوضع أمس تحسنا ملموسا يجب أن يتواصل.. فشباب بن قردان وأحوازها الذين كانوا أول من ترك بصمات في تاريخ الثورة التونسية على نظام المخلوع قادر اليوم على تجاوز خلافات على أرض "سوف ندفن تحتها جميعا".