الشروع في مناقشة مشروع الميزانية الأسبوع المقبل يستأنف المجلس الوطني التأسيسي مساء اليوم أشغاله بقصر باردو، بجلسة ستخصص في البداية لمناقشة برنامج الحكومة، الذي سيتقدم به الوزير الأول المكلف، السيد حمادي الجبالي ضمن بيان أو "وثيقة عمل"، ستحدد اتجاهات الحكومة وأفق عملها خلال الفترة المقبلة.. وسينظر المجلس إثر ذلك في منح الثقة لتشكيلة الحكومة المقترحة.. وكان السيد الجبالي قد عرض هذه التشكيلة على رئيس الجمهورية أمس الأول، حيث تولى السيد منصف المرزوقي التوقيع عليها قبل إحالتها إلى رئاسة المجلس الوطني التأسيسي، التي قررت عقد جلسة "مجلسية" اليوم.. وعلمت "الصباح" من مصادر موثوقة، أن النظر في برنامج الحكومة وتشكيلتها، قد يستمر لأكثر من يوم، ومن غير المستبعد أن يواجه المجلس اشكاليتين رئيسيتين: الأولى تتعلق بالتصويت على تركيبة الحكومة ككل، أم على أعضائها فردا فردا.. والاشكالية الثانية تخص عملية التصويت، وهل تتم برفع الأيدي مثلما هو معمول به في سائر الجلسات البرلمانية، أم باللجوء الى التصويت الفردي، ويتوقع ان تكون الاشكاليتان محور نقاش وجدل بين أعضاء المجلس..
تجاذبات.. وتصدع..
وتعد هذه المرة الاولى في تاريخ تونس، التي تعرض فيها تشكيلة الحكومة وبرنامج عملها، على البرلمان في اطاره المجلسي، لمناقشتها ومنح ثقته اليها.. وكان تشكيل الحكومة واقالتها منذ الاستقلال في أيدي رأس السلطة التنفيذية، ونعني هنا، رئيس الجمهورية.. وخضعت عملية تشكيل حكومة السيد حمادي الجبالي، لمخاض استمر زهاء الاربعة أسابيع أو تزيد، عرفت خلالها الحقائب الوزارية تجاذبات سياسية وحزبية واسعة، وظهرت أسماء، واختفت أسماء اخرى، بل ان بعض أحزاب الائتلاف الثلاثي "الحاكم"، تأثرت بهذه التجاذبات الى ما يشبه التصدع، على غرار ما حصل صلب "المؤتمر من اجل الجمهورية" وبدرجة أقل "التكتل من اجل العمل والحريات"..والسؤال المطروح اليوم: هل يمنح المجلس ثقته للحكومة؟ وبأية نسبة؟
مناقشة الميزانية..
من ناحية أخرى، علمت "الصباح" ان رئاسة المجلس الوطني التأسيسي قررت الشروع في مناقشة النظام الداخلي للمجلس، فور الانتهاء من التصويت على تشكيلة الحكومة وبرنامج عملها.. وسيتم ذلك بالتوازي مع مناقشة مشروع ميزانية الحكومة لسنة 2012، التي من المتوقع ان يشرع فيها في بداية الاسبوع القادم.. وتحرص رئاسة المجلس بالتوافق مع رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة على الانتهاء من مناقشة الميزانية قبل موفى السنة الجارية، لكن مراقبين وخبراء يستبعدون ذلك، بالنظر الى ضيق المدة، وحساسية الموازنة في علاقة بالوضع الاقتصادي والاجتماعي وامكانيات الدولة.. وقالت مصادر "مجلسية" مطلعة، ان جلسات "التأسيسي" ستتواصل خلال الفترات الليلية، وبشكل ماراطوني بغاية استكمال مناقشات الميزانية والمصادقة عليها قبل حلول السنة الجديدة.. فهل ينجح المجلس في هذه المهمة؟