في تقييمها للجلسة الإفتتاحية أكدت مية الجريبي الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي ل"الصباح" أن رئيس الجلسة الذي تم اختياره لأنه الأكبر سنا سمح لنفسه بإبداء آراء شخصية في حق بعض الأعضاء وتقديم تصنيفات للمعارضة مما أثار بعض الملاحظات والتجاذبات. واعتبرت ذلك خطأ في أول جلسة للمجلس التأسيسي ينتظرها التونسيون ويرقبها العالم. ودعت مية الجريبي إلى وضع حد لمثل هذه الأخطاء وفتح الآفاق للإحترام الشخصي المتبادل. في المقابل اشارت مية الجريبي أن هذه الأخطاء يجب أن لا تخفي الصورة الأخرى للمشهد لأن الجلسة الإفتتاحية للمجلس التأسيسي هي لحظة تاريخية تحققت بفضل دماء الشهداء وتضحيات جميع التونسيين منذ عقود.
لا لتجاوز الصلاحيات
وحول ما إذا تكرر ما حصل امس من تجاذبات داخل المجلس كمؤشر على جلسات ساخنة مرتقبة من شأنها ربما تعطيل المجلس عن القيام بمهامه بالنجاعة والسرعة المطلوبتين، قالت مية الجريبي أن الجلسات الساخنة منتظرة في كل الديمقراطيات فعندما يكون هناك رأي ورأي مخالف تكون هناك جلسات ونقاشات ساخنة "والمهم أن نحترم بعضنا البعض وأن نحترم الرأي والرأي المخالف وأن نقطع نهائيا مع الرأي الواحد ومع الحزب الواحد ومع الأفكار المهيمنة ومع من يتجاوز صلوحياته لأنه في موقع ما كما حصل اليوم في الجلسة الإفتتاحية..." وفي إجابتها عن تساؤل ثان ل"الصباح" حول موقع المعارضة في المجلس التأسيسي في ظل التكتلات والتحالفات المعلنة أكدت مية الجريبي أن تونس تخطو الخطوات الأولى لبناء الديمقراطية والتونسيون جميعا ينتظرون بناء هذا الصرح الديمقراطي فإما أن يتم القبول بالرأي الواحد والسلطة الواحدة في غياب السلطة المضادة أو المساهمة في الديمقراطية الحقيقية وذلك باضطلاع المعارضة بدور المعدل والمراقب وهذه المهمة التي تتطلع لها المعارضة داخل المجلس التأسيسي. وفي السياق ذاته بينت مية الجريبي أن الهدف ليس المعارضة من أجل معارضة الآخر في كل الظروف بل المغزى من تشكل معارضة قوية داخل المجلس هو تثبيت ودعم ما هو إيجابي ولفت الإنتباه بكل الوسائل لما تعتقده المعارضة أنه سلبي.