لم يكد محمد الباشطبجي يفك ارتباطه بالنادي الإفريقي ويحوّل وجهته إلى الجار الأحمر والأصفر حتى وجد نفسه محور زوبعة جديدة مأتاه رفض الجامعة التونسية لكرة القدم منحه الضوء الأخضر للانضمام رسميا لفريقه الجديد ويبدو أن هذا القرار المفاجئ مرشح لتطوّرات كبيرة خصوصا أن اللاعب مصر على اللعب للترجي ومقتنع بسلامة وضعه القانوني والإداري. وقبل سفره إلى فرنسا صبيحة أمس لقضاء شأن، دافع الباشطبجي في هذا الحوار الحصري ل»الصباح» عن موقفه وكشف عن عديد الملابسات التي تحيط بهذه «القضية». كيف تقبّلت قرار الجامعة بعدم منحك الضوء الأخضر للانضمام للترجي؟ - الجامعة لم تعط قرارها النهائي ويبدو أنها ستستشير بعض الأطراف ومنها الفيفا قبل اتخاذ قرارها النهائي وسيكون ذلك يوم الثلاثاء القادم على ما أظن. لا يهمّني ما قيل وما سيقال لأني مقتنع بأن موقفي سليم تماما قانونيا وإداريا وأخلاقيا وأنا مصر على اللعب للترجي مهما حصل وحتى لو كلفني ذلك اللجوء إلى الفيفا. وما حكاية الوثيقة التي أمضيتها وتلتزم فيها بعدم اللعب لأي فريق تونسي بعد الإفريقي؟ - هي فرصة لأوضّح عبر جريدة «الصباح» هذه المسألة بصفة دقيقة ووضع حد للمزايدات والأراجيف التي أثيرت باسم هذه الوثيقة. أودّ أن يعلم الرأي العام أن مسؤولي النادي الإفريقي فعلوا كل شيء لإجباري على الخروج ووصل بهم الأمر لإهانتي وتسليط ضغوطات شتى ولمّا سئمت الحال وعرفت أن الإطار الفني أخرجني نهائيا من حساباته لأسباب سأعود عليها، قررت فسخ عقدي مع الإفريقي كلفني ذلك ما كلفني. ولأن فترة الانتقالات أصبحت قريبة من نهايتها وحتى لا أخسر موسما جديدا، قبلت أن أتنازل عن كل مستحقاتي لدى الإفريقي (ثلاثة أقساط من منحة الإمضاء وغيرها) حتى أتمّ إجراءات فسخ العقد وأنصرف إلى العمل وما راعني إلاّ بمسؤولي الإفريقي يضيفون بندا ينص على ألاّ ألعب لأي فريق آخر في تونس وقد أمضيت على الوثيقة بكل ما فيها من محتوى لأني أعرف أن هذا الطلب لا معنى له. كيف ذلك؟ - يعرف الجميع أن قوانين كرة القدم التونسية والعالمية لا تعترف إلاّ بعقد الاحتراف ذي البنود المحدّدة والمعروفة وأي وثيقة أو غيرها لا معنى لها وحتى الفيفا ترفض كل وثيقة تمضى خارج العقد خصوصا إذا كانت الغاية منها الضغط والابتزاز. أنا واثق من أن القوانين في صالحي ولن أسكت على حقي ولن أتردّد في اللجوء إلى الفيفا لو لم تنصفني الجامعة. هل أنت واثق من أن القانون في صالحك؟ - يبدو أن الكثيرين، وأولهم مسؤولو الإفريقي، يجهلون أنه كان بإمكاني فسخ عقدي مع الإفريقي من طرف واحد وبطريقة قانونية صرفة («الصباح» كانت قد أشارت حصريا لذلك في عدد 21 ماي الماضي) وقوانين الفيفا واضحة تماما في هذا الإطار كما أن أي إجراء أو قرار يمنع لاعبا من النشاط في أي بطولة من بطولات العالم هو ضد المنطق والعقل. والأهم في الموضوع بالنسبة لي أنه ليس بإمكان أي طرف أن يمنعني من اللعب في بلدي. أنا ولدت بفرنسا لكني تونسي ومتعلق ببلدي الأم ولا يحق لأحد أن يجبرني على اللعب خارجه. وماذا لو رفضت الجامعة تمكينك من إجازة جديدة؟ - لي ثقة تامة في الجامعة التونسية لكرة القدم وفي رئيسها كما أثق في كل الهياكل والأطر القانونية. نحن بلد القانون والديمقراطية والمؤسسات وأنا متفائل بالحصول على إجازة جديدة للّعب في الترجي. لكن لو حصل العكس، وأقرت الجامعة بشرعية الوثيقة التي يتذرّع بها الإفريقي، فسألجأ بمعية مدير أعمالي ومحاميّ لكل الوسائل المشروعة لتبليغ صوتي والدفاع عن حقوقي ولن أتردّد في رفع الأمر لا فقط إلى الفيفا بل وقبل ذلك إلى السلطات التونسية المعنية . فالأمر يتجاوز عندي مجرد منع لاعب من النشاط، وهذا وحده مرفوض في قاموس الفيفا، إذ يساوي ببساطة منع أحد أبناء أجيال الهجرة من الإقامة والنشاط في تونس بتعلّة بضعة أسطر لا قيمة لها حرّرت في ظروف خاصة ومعروفة. لكني واثق من أن الفيفا ستنصفني لأن كل الوقائع في صالحي. لكن لماذا أشرت في وقت ما بأنك حصلت على عرض فرنسي؟ - أولا أنا لست مطالبا بكشف أسرار اتصالاتي مع الأندية وثانيا ليس من الصعب بالنسبة لي أن أجد فريقا أوروبيا وثالثا لأني أرغب في البقاء والنشاط في وطني وهذا حق مشروع. ولماذا اخترت الترجي بالذات ؟ - كانت لي اتصالات جدية مع الملعب التونسي والنجم والترجي واخترت الأخير لاعتبارات رياضية وموضوعية وقد كان قراري عن قناعة وعن رويّة. وليعلم أنصار الإفريقي أني أكنّ لهم كل الحب والاحترام وأعرف أنهم يبادلوني نفس الشعور وأنهم رافضون لخروجي من الفريق وأود أن أعلمهم أني لم انتقل إلى الترجي تشفيا أو ثأرا بل لأن مسؤولي الإفريقي هم الذين أجبروني على الخروج ليجدوا فرصة لانتداب لاعبين جدد. لذلك هم يخشون أن ألعب في فريق منافس لأن ذلك سيفضحهم ويثبت سوء اختياراتهم. أنا مصر على اللعب للترجي وسيحصل ذلك رضي البعض أم رفضوا وأنا واثق من أن المسألة ستحل لأننا في بلد ديمقراطي.