أكمل "مغامر" سويسري بنجاح أول رحلة حول العالم بسيارة تعمل بالطاقة الشمسية.. في محاولة لاقناع صناع القرار وارباب مصانع السيارات بتوظيف الطاقة الشمسية (والرياح لاحقا) في صنع سيارات "صديقة للبيئة" وذات كلفة أقل من تلك التي تلتهم المحروقات حاليا... رحلة سيارة "التاكسي الشمسي" استمرت 17 شهرا وشملت 38 دولة.. وقطعت 52 ألف كيلومتر.. وكان من بين الشخصيات التي استقلت السيارة الشمسية خلال رحلتها الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في نيويورك والامير ألبرت امير موناكو ومخرج هوليوود جيمس كاميرون ورئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرج ورئيس الوزراء السويدي فريدريك رينفيلد. وحسب الدراسات الاولية فان كلفة هذا النوع من السيارات ستنخفض اذا روج بطريقة تجارية.. وستكون في حدود عشرة آلاف يورو، بالاضافة إلى 4 الاف يورو للالواح الشمسية.. مع ان اصحابها لن يدفعوا تكاليف الوقود الباهضة.. هذه "القصة" الاخبارية الطريفة تثير مجددا اسئلة في جمجمتي.. اسئلة تستفزني دوما عن الاسباب التي تجعل جل الدول العربية والافريقية حيث تبلغ نسبة الايام المشمسة سنويا احيانا ال95 بالمائة غيرمعنية بتوظيف الطاقة الشمسية لفائدة اقتصادها عموما.. ولفائدة النقل خاصة.. لماذا تحتل المانيا المرتبة الاولى عالميا في استغلال الطاقة الشمسية رغم مناخها الذي تطغى فيه الايام الممطرة والمغيمة والثلوج والبرد الشديد.. ونهدر نحن طاقتنا الشمسية وطاقة الرياح الهائلة المجانية؟ بل لماذا يتعمد بعضنا بناء عمارات ومحلات تحتاج عموما وخاصة الى التنوير والتدفئة (والتكييف صيفا) طوال النهاركامل السنة ونهدر الطاقة الشمسية ورياح البحر والهندسة المعمارية الاصيلة التي يمكن ان تقوم بالمهمة مجانا؟