رغم حلول فصل الربيع وارتفاع درجات الحرارة في بلدنا المشمس والجميل.. يتواصل استخدام التكييف والتنوير العمومي نهارا في عدة مؤسسات.. وحسب بعض التقديرات فان نسبة الايام المشمسة في تونس تترواح بين 80 و99 بالمائة حسب الجهات.. والحمد لله.. ورغم حاجة الزراعة الى مزيد من مياه الامطار فان نور الشمس ودفئها من بين النعم التي يتميز بها بلدنا.. لماذا يتواصل استخدام التنوير العمومي واجهزة التدفئة اذن نهارا في عدد كبير من المؤسسات العمومية والخاصة؟ الاسباب عديدة من بينها عدم ملاءمة نسبة كبيرة من تخطيط البنايات للبيئة التونسية.. قمنا بتقليد مبان جميلة في اوروبا وامريكا وشمالي اسيا دون مراعاة الخصوصيات الهندسية المعمارية لبلدنا المشمس.. حيث يمكن توظيف طاقة الشمس للانارة والتهوئة.. مجانا.. (بلوشي).. لا مجال اليوم لهدم العمارات والفيلات وبقية المباني الخاصة والعمومية رغم ارتفاع فاتورة الطاقة.. لكن يمكن تدارك النقائص في مبان عديدة عبر احداث مزيد من النوافذ الكبيرة الموجهة الى الشمس صباحا مساء.. كما يمكن استبدال بعض نوافذ الخشب القديمة بالنوافذ المعدنية الجديدة حيث تكون واجهة البلور كبيرة.. تساعد على الاضاءة دون اللجوء الى شبكتي الكهرباء والغاز.. وقادرة على خزن الطاقة الشمسية والحرارة.. وان وقع اللجوء الى التدفئة الاصطناعية.. قد نسمع كلاما كثيرا عن برامج اقتصاد الطاقة.. لكن المطلوب البدء بالخطوات السهلة والاقل كلفة وتعقيدا.. ومن بينها "فتح نوافذ" تقينا "الرطوبة" و"الظلام" الطبيعي.. بأنواعه.. والاستفادة من بلدنا المشمس.. وما يصح بالنسبة للمؤسسات ينطبق على المساكن الخاصة التي يشتكي اصحابها من ارتفاع فواتير "دار الضو".. وتضاعف أعبائها..