نهاية الاسبوع المنقضي كانت دموية على اكثر من صعيد فقد تعدد مسلسل التفجيرت وتكررت معه صور اشلاء الضحايا المتناثرة ومشاهد الخراب والدمار وصيحات الخوف والفزع ونظرات الرعب والتساؤل حول اسباب ودوافع الموت المجاني الذي ينشط ليستهدف الابرياء في بيوتهم اوفي محلاتهم او حتى في بيوت الله طبعا الامر لم يقتصرعلى عودة موجة العنف الجارفة الى العراق في ذكرى الامام الكاظم وبفشل القوات العراقية ومعها القوات الامريكية في منع تحول تلك الذكرى الى مجزرة ادمية في بلد اختلطت فيه الحسابات الخاصة ولغة المصالح الفئوية على مصالح الشعب العراقي الذي كان ولا يزال يدفع من دماء ابنائه وارواحهم ثمن الاخطاء والتراكمات التي فرضها الواقع الجديد في العراق بعد ست سنوات من الاحتلال وتصدره قائمة الدول الاكثر فسادا في العالم.. والامر ايضا لا يتعلق بموجة التفجيرات الغريبة والخطيرة التي شهدتها غزة بدورها لتزيد في عمق الانقسام والتشرذم الفلسطيني وفي حجم مأساة الفلسطينيين تحت الاحتلال... ومع ان المشهدين الفلسطيني والعراقي اذا ما اضيف اليهما المشهد الافغاني تظل الاكثر عرضة لموجة التفجيرات الدموية والاكثر احصاء للضحايا ايضا فان الواقع ان في تكرر مسلسل التفجيرات التي تابع العالم اطوارها من اليمن حيث استهدف الانفجار موقعا امنيا، الى الجزائر حيث تعود ظاهرة التفجيرات الانتحارية باللجوء الى الدراجات النارية المفخخة لتتصدر عناوين الصحف الجزائرية اليومية.. الى لبنان الذي يعود اليه الاقتتال الداخلي بعد ان كان الكل يتوقع ان تساعد حل عقدة الحكومة على تجاوز الازمة السياسية وعودة الحياة الطبيعية.. الى الشارع اللبناني ومن ارض الارز الى الهند اكبر ديموقراطية في العالم يعود مسلسل التفجيرات المرتبطة بالصراعات الطائفية المتوارثة بين الهندوس والمسلمين ليحصد ارواح العشرات ويصيب المئات.. واخيرا وليس اخرا فقد لا تكون حصيلة التفجيرات على الحدود الباكستانية الافغانية خاتمة المطاف، وما شهدته تركيا خلال نهاية عطلة الاسبوع من تفجيرات مروعة ما يمكن ان يعكس وجود خيط رفيع بين كل هذه الاحداث التي لا يمكن لاي كان ان يدعي الاستفادة منها او تحقيق اية نتائج ميدانية او سياسية من ورائها.. ولكن بما يزيد في نشر اسباب الخوف والرعب وفتح المجال لتوقع الاسوإ.. قد تختلف الاسباب والدوافع والاهداف والايديولوجيات من مشهد الى اخر.. ولكن العنوان يكاد يكون واحدا خاضعا لشعار الحرب على الارهاب التي باتت مفتوحة على كل السيناريوهات والاحتمالات والتطورات ايضا في ظل تفاقم اسباب الخلط المقصود حينا او غير المقصود حينا اخر بين المقاومة الوطنية المشروعة وبين العنف والارهاب وغياب العدالة الدولية وآلياتها عن مواضعها عندما يتعين ان تكون الفيصل في مواجهة قضايا مصيرية تتعلق بمصائر الشعوب ومستقبلها، بما يساعد على ان تبقى الفوضى غير الخلاقة سيدة المشهد في كل الحالات.. وبين مطاردة القاعدة على الحدود الباكستانية الافغانية، وتكرار عمليات القصف التي تقودها القوات الامريكية هناك، وبين تعقب السلطات اليمنية للحوثيين في الحرب المعلنة على اتباع هذه المجموعة، او بين ملاحقة السلطات الجزائرية للجهاديين السلفيين في البلاد، وبين استمرار احتلال العراق.. يرتفع عدد الضحايا حينا ويتراجع حينا اخر ولكن الواضح ان النتيجة تكاد تكون واحدة في قيمة الخسائر البشرية والانسانية في حرب قذرة لا قيمة فيها للدم وللنفس البشرية...