ميزبيرغ (وكالات): بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الصراع في كل من أوكرانياوسوريا بالإضافة إلى الوضع في إيران .مشروع خط لأنابيب الغاز أثار غضب الولاياتالمتحدة وذلك خلال محادثات صعبة جرت بينهما خارج برلين وانتهت دون تحقيق تقدم واضح. وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين إنه لم يتم التوصل لاتفاق ولكن الاجتماع كان يستهدف ببساطة «مراجعة المواقف» بعد اجتماع ميركل مع بوتين في منتجع سوتشي على البحر الأسود في مايو أيار. وتوترت العلاقات بين البلدين منذ ضم روسيا منطقة القرم الأوكرانية في 2014. وقال بيسكوف إن الزعيمين يعتبران مشروع خط أنابيب نوردم ستريم 2 مشروعا تجاريا محضا على الرغم من الهجمات المستمرة من الحكومتين الأمريكية والأوكرانية. وقال للصحفيين قبل عودة بوتين إلى روسيا "هذا هو السبب في ضرورة اتخاذ إجراءات ضد الهجمات المحتملة غير التنافسية وغير القانونية من دول ثالثة من أجل استكمال هذا المشروع في نهاية الأمر". ولم يتضح بشكل فوري ما الذي تنطوي عليه هذه "الإجراءات". وأكدت ميركل في بداية المحادثات توقعها استمرار قيام أوكرانيا بدور في نقل الغاز إلى أوروبا ورحبت ببدء مباحثات بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانياوروسيا بشأن هذه القضية. وقال بوتين الذي كان يتحدث في قلعة ميزبيرغ الحكومية الألمانية إن مثل هذه الخطوة يجب أن تكون منطقية من منظور تجاري. وتقول الولاياتالمتحدة إن هذا المشروع سيزيد اعتماد ألمانيا على روسيا فيما يتعلق بالطاقة بينما تخشى أوكرانيا أن يسمح الخط لروسيا بإقصائها عن العمل في مجال نقل الغاز. كما أثارت أيضا دول مجاورة لألمانيا في شرق أوروبا، أغضبتها تجاوزات روسيا، مخاوف من هذا المشروع. وقال بيسكوف إنه لم تجر يوم السبت مناقشة تهديد الولاياتالمتحدة باحتمال فرض عقوبات على الشركات التي تشارك في هذا المشروع. وقالت ميركل وهي تقف إلى جوار بوتين خارج قلعة ميزبيرج قبل المحادثات إن على البلدين، ولا سيما روسيا العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي، مسؤولية حل القتال المستمر في أوكرانياوسوريا. وأضافت ميركل أنها تعتزم أيضا إثارة قضايا حقوق الإنسان مع بوتين وبحث العلاقات الثنائية.وقالت "أنا مع الرأي القائل إن القضايا الخلافية لا يمكن علاجها إلا من خلال الحوار". وعبر الزعيمان عن القلق تجاه الوضع في سوريا والمأساة التي يعيشها كثير من اللاجئين بسبب الحرب المستمرة منذ سبعة أعوام هناك. وقالت ميركل من الضروري تجنب حدوث أزمة إنسانية في إدلب السورية والمنطقة المحيطة بها مضيفة أنها ناقشت مع بوتين مسألة الإصلاحات الدستورية والانتخابات المحتملة خلال اجتماعهما الفائت بمدينة سوتشي الروسية في شهر مايو أيار. وقال بوتين للصحفيين إنه يجب عمل كل شيء من أجل عودة اللاجئين إلى بلدهم الذي تضرر كثيرا بسبب الحرب. ولم يتلق الزعيمان أية أسئلة. وفيما يتعلق بأوكرانيا عبرت ميركل عن أملها في بذل جهود جديدة للفصل بين القوات العسكرية الأوكرانية والانفصاليين على خطوط الجبهة في إقليم دونباس. وكان بوتين قد وصل إلى ألمانيا مساء السبت بعد توقف في النمسا لحضور حفل زفاف وزيرة الخارجية كارين كنايسل على رجل الأعمال فولفجانج مايلينجر. وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس يوم السبت الماضي في مقابلة تنشرها صحيفة دي فيلت أم زونتاج الأحد "نريد إعطاء دفعة جديدة لعملية مينسك للسلام". وأضاف أن التفاوض بشأن رفع العقوبات عن روسيا مرهون بتنفيذ اتفاق مينسك. وقال إنه تحدث مع نظيره الأوكراني بافلو كليمكين هذا الأسبوع، مشيرا إلى أنه من المقرر أن يزور وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف برلين مجددا يوم 14 سبتمبر المقبل بعد اجتماعه مع ميركل الشهر الماضي.