أكّد رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي أن الاقتصاد الوطني قادر على الانتعاش من جديد قائلا ان تونس لها من الطاقات الذاتية ما يخو ل لها الخروج من وضعها الاقتصادى الصعب بفضل ما يتوفر لاقتصادها من مزايا تفاضلية لا تزال غير مستغلة وطالتها الهزات المرتبطة بالمرحلة الانتقالية وبالظرف الاقليمي والدولي المتقلب.وأضاف السبسي في كلمة القاها اليوم الخميس 4 فيفري 2016 , خلال موكب انتظم بقصر الرئاسة بقرطاج قدم خلاله روساء البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية التهاني له بمناسبة حلول السنة الادارية الجديدة أن تونس تتطلع أيضا الى جانب تعويلها على قدراتها الذاتية الى دعم مالي واقتصادي قوي من شركائها وأصدقائها والى ترجمة التعاطف الواسع مع التجربة التونسية الفتية الى مشاريع تعاضد جهود الدولة في التخفيف من وطأة الض غوط على الميزانية العامة للبلاد حسب تعبيره.ولاحظ رئيس الجمهورية أن تونس لا زالت تجابه صعوبات اقتصادية واجتماعية هائلة بعد 5 سنوات من الثورة حالت دون تحقيق شروط الاقلاع الاقتصادي رغم الجهود المضنية التي تبذلها الدولة لدفع التنمية وتوفير الشغل للشباب وتحسين ظروف العيش في المناطق الداخلية.وبين أنه لتدارك الحيف الذى طال جهات وقطاعات اجتماعية عدة فان سنة 2016 ستكون سنة الاصلاحات الاقتصادية وترسيخ السلم الاجتماعية مبرزا حرص الحكومة بدعم من مجلس نواب الشعب على توفير بيئة اقتصادية جديدة تعز ز الاستثمار والمنافسة النزيهة وتسرع في وتيرة خلق مواطن الش غل خاصة لحاملي الشهادات العليا في المناطق الداخلية.وأوضح أن هذه الاصلاحات تشمل ارساء الشراكة بين القطاعين العام والخاص واصلاح القطاع البنكي والنظام الجبائي والديوانة في انتظار مصادقة مجلس نواب الشعب قريبا على مجلة جديدة للاستثمار فضلا عن اعداد حزمة من المشاريع تمول ضمن المخطط الخماسي للتنمية 2016 2020.من جهة أخرى أفاد رئيس الجمهورية بأن الص عوبات الاقتصادية والاجتماعية المرتبطة بالمرحلة الانتقالية كانت ستكون أقل وقعا لو لم تزدها حد ة الضربات الارهابية الغادرة موكدا أن نجاح تونس في تقديم نموذج عصرى لتناغم الاسلام مع الديمقراطية جعلها مستهدفة من الارهاب الذي لا يزال يتربص باستقرارها السياسي وفرص انتعاشها الاقتصادي.وقال ان المعركة ضد الارهاب لا تزال طويلة وشاقة وهو ما استوجب تعبئة كل الامكانيات وحشد الطاقات وتوظيف كافة الوسائل التشريعية والموسساتية والعملية المتاحة مشيدا بمجموعة السبعة الكبار على الس ند الذى قد مته لتونس في مجال تعزيز قدرات الاجهزة الامنية والعسكرية المكلفة بمكافحة الارهاب وحماية الحدود.كما اعتبر أن الحرب علي الارهاب مسوولية دولية مشتركة تتطلب أقصى درجات التعاون والتنسيق والانخراط الفاعل في ايجاد حلول سياسية للنزاعات التي تغذ ى العنف والتطر ف والارهاب.وجدد قائد السبسي على صعيد أخر تمكسه بالحوار كسبيل لتكريس التوافق في تونس قائلا كرئيس لكل الت ونسي ين وضامن لوحدتهم الوطنية لن أد خر جهدا لدعم وتشجيع الوفاق الوطني مؤكدا أن تونس لا تزال في حاجة الى الت وافق بين كافة مكوناتها السياسية والمدنية لتأمين مسارها من الهزات.من جهتهم أكد رؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين في تونس في كلمة القاها نيابة عنهم عميد السلك الدبلوماسي سفير سلطنة عمان حسين بن عمر عبد الله ال ابراهيم دعم دولهم لتونس وحرصهم على تحسين وتطوير علاقاتهم بها.وأفادوا بأن العلاقات مع تونس ستشهد نموا خلال الاعوام المقبلة بما يخدم تطلعات الشعوب في الامن والاستقرار والعيش الكريم.يشار الى أن موكب التهاني حضره رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر وأعضاء الحكومة ومفتي الجمهورية اضافة الى اطارات وزارة الشؤون الخارجية.