تريد اسرائيل استخلاص الدروس من الثغرات واوجه القصور التي شابت حربها على لبنان للتوصل الى حلول لها تحسبا لمواجهة جديدة محتملة مع حزب الله او لنزاع مع ايران. ويقول آفي بازنر المتحدث باسم الحكومة الاسرائيلية الثلاثاء "بمعزل عن لجنة التحقيق، سيتعين سريعا جدا استخلاص الدروس من المفاجآت التكتيكية او الاستراتيجية غير السارة التي ظهرت في لبنان". واضاف ان "وقف اطلاق النار هش ويثير الخشية من تجدد المعارك طالما لم ينتشر الجيش اللبناني والقوة الدولية في الجنوب اللبناني بموجب قرار الاممالمتحدة رقم 1701". هذا القرار لم يتح حتى الان ازالة تهديد تعرض المنطقة الشمالية لاسرائيل لقصف جديد من حزب الله الذي بقي جزء كبير من ترسانته الصاروخية سليما لم يمس. من جهته حذر وزير المتقاعدين رافي ايتان من مغبة هجوم ايراني بصواريخ باليستية مشيرا الى ضرورة الاستعداد لهذا الاحتمال ولا سيما من خلال "بناء او اصلاح العديد من الملاجىء" في مختلف الاراضي الاسرائيلية. واستنادا الى صحيفة "يديعوت احرونوت" الواسعة الانتشار، فان المدير العام لمكتب رئيس الوزراء رعنان دينور سيقدم قبل الاحد سلسلة اقتراحات لاعداد الخطوط الخلفية تحسبا لنزاع مسلح. ويرغب ثلثا الاسرائيليين على الاقل في تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشان المسؤوليات في ادارة الحملة ضد حزب الله وفقا لاستطلاع اجرته يديعوت احرونوت. وتزيد شهادات الاحتياطيين الاسرائيليين العائدين من لبنان والتي تنشرها وسائل الاعلام او تظهر خلال التظاهرات القيادة احراجا يوما بعد يوم. فقد انضم العشرات من هؤلاء الثلاثاء الى زملائهم المقاتلين الذين تجمعوا امام الكنيست للمطالبة باستقالة ايهود اولمرت رئيس الوزراء وعمير بيريتس وزير الدفاع والجنرال دان حالوتس رئيس الاركان. وكان هناك نقص في المياه والمؤن والذخيرة والوقود والمعدات الاساسية بل ان وحدات نخبة ارسلت الى المعارك بدون سترات واقية من الرصاص او نظارات للرؤية الليلية. ومع تضارب القرارات وتعارضها وارسال مهام خطيرة لا جدوى منها وعدم كفاية التدريب ظهرت ازمة ثقة كبيرة بين القيادات العسكرية وجنود الاحتياط الذين يشكلون مع 400 الف رجل القوة الاكبر في الجيش الاسرائيلي. وهكذا تعرض الجنرال الاحتياطي شلومي كوهين قائد فوج الكسندروني لقوات النخبة للسباب والتوبيخ من مرؤوسيه الذين عابوا عليه "موقفه المتسم بالاهمال". وقال ضابط اسرائيلي "علينا اعادة النظر في العديد من المسائل التكنولوجية العسكرية ولا سيما مشروعا تصفيح اهملا منذ عام ونصف العام لعدم وجود اعتمادات مالية، ومن شانهما حماية الدبابات من الصواريخ". واشار ايضا الى المشروع الاسرائيلي الاميركي للمدفع المضاد للصواريخ الذي يعمل بالليزر (تاكتيكل هاي اينرجي ليزر/موبايل تاكتيكل هاي اينرجي ليزر) والذي طواه النسيان الى حد ما منذ اطلاقه في التسعينات. كما اشارت وسائل الاعلام الاسرائيلية الى قضايا جوهرية تثير الانقسام في الطبقة السياسية والعسكرية ولا سيما الدور المميز الذي منح للطيران على حساب السلاح البري الذي عومل على انه ادنى مرتبة في حين ظهر من جديد انه الاكثر فاعلية. الجنرال حالوتس تعرض بدوره لانتقادات حادة لانه بنى هجومه على حزب الله على ضربات جوية مكثفة وعمليات توغل للقوات الخاصة ولم يشرك القوات البرية في المعركة الا قبل يومين فقط من وقف القتال في 14 اب/اغسطس.