وجه ضابط إسرائيلى رفيع المستوى بهيئة الأركان العامة تحذيرا شديدا الى «حزب الله» من مغبة محاولته اختبار قوة إسرائيل، على حد قوله. نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن الضابط قوله: «إنه إذا أطلق الحزب صواريخه على إسرائيل فسيكون الرد قاسيا ومؤلما»، مهددا بتدمير لبنان فى هذه الحالة، مضيفا أن حرب لبنان الثانية أسفرت عن استتباب الهدوء على الحدود اللبنانية لمدة ست سنوات غير أن الحرب القادمة ستسفر عن استتبابه لمدة عشر سنوات.
تهديدات جديدة
وأوضح الضابط الكبير أن الجيش الإسرائيلي طور قدراته على إطلاق النار والمناورة وجمع المعلومات الاستخبارية، موضحا أن الدولة اللبنانية ستدفع هي الأخرى الثمن في حال إقدام حزب الله على مهاجمة إسرائيل كونها الجهة التي تتحمل المسؤولية.
وأشارت يديعوت إلى أن تهديدات هيئة الأركان العامة الإسرائيلية جاءت بعد أن قال مؤخرا نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله نبيل فاروق أن صواريخ الحزب أصبحت قادرة على ضرب جميع التجمعات السكنية الإسرائيلية. وفي السياق نفسه، حذر الرئيس السابق لجهاز «الموساد» الإسرائيلي داني ياتوم من إمكانية أن تنهمر الصواريخ من قبل حزب الله اللبناني على إسرائيل عقب شنها الهجوم على إيران.
وقالت يديعوت إن هذا التحذير جاء عقب يوم واحد من دعوة نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون المجتمع الدولي إلى الإعلان حالا عن فشل المساعي الدبلوماسية لحمل إيران على التراجع عن مشروعها النووي. وقال الرئيس السابق للموساد إن إسرائيل ربما تجبر على تدمير أجزاء من لبنان إذا أطلق حزب الله صواريخ عليها ردا على هجوم إسرائيلي على إيران، محذرا من تقديم صورة مروعة للطريقة التي سوف ترد بها إيران إذا اتخذت إسرائيل إجراء عسكريا ضد برنامجها النووي. وبينما اعترف ياتوم بأن إيران لديها عدة مئات قليلة من الصواريخ التي يمكن أن تصل لإسرائيل وأن الثمن سوف يكون مروعا إذا ما تم تزويد هذه الصواريخ برؤوس حربية نووية أو كيماوية، إلا أنه قال: إن القلق الرئيسي يتمثل في عشرات الآلاف من الصواريخ الموجودة في ترسانات حزب الله وحماس في لبنان وغزة».
وقال ياتوم إن الدرس الذي تعلمته إسرائيل من حرب لبنان الثانية عام 2006 عندما أطلق حزب الله مئات الصواريخ على شمال البلاد هو «أنه سوف يتعين علينا أن نوقف إطلاق الصواريخ من الشمال والجنوب بأسرع ما يمكن»، مضيفا «إنه لتحقيق ذلك سوف يتعين على إسرائيل العمل بقوة كبيرة ضد البنية التحتية فى لبنان وغزة وربما يكون الثمن الذى سوف تدفعه لبنان وغزة مروعا».
هجوم غبي ومستبعد من جهتها أعلنت وزارة الخارجية الايرانية الثلاثاء انها تستبعد هجوما اسرائيليا «غبيا» على منشآتها النووية بينما تصدر هذا الاحتمال عناوين الصحف الاسرائيلية مؤخرا. وصرح الناطق باسم الوزارة رامين مهمانبرست اثناء مؤتمره الصحافي الاسبوعي «اننا نسمع باستمرار مثل هذه التصريحات التي لا اساس لها ولا نرى مبررا لمثل هذه العملية».
واضاف «حتى وان كان احد مسؤولي هذا النظام غير الشرعي يريد القيام بمثل هذه العملية الغبية فلن يسمحوا له حتى من داخل (الحكومة الاسرائيلية) لانهم سيتحملون العواقب الشديدة لمثل هذا العمل». وتابع ان «في حساباتنا، لا ناخذ كثيرا على محمل الجد» هذه التهديدات. وكثفت الصحف الاسرائيلية خلال الايام الاخيرة التكهنات حول احتمال توجيه اسرائيل ضربة الى المنشآت النووية الايرانية. واضاف مهمانبرست ان «تكرار مثل هذه التصريحات ناجم عن مشاكل داخلية في النظام الصهيوني وانقسامات عميقة بينهم والازمة الاجتماعية الضخمة القائمة» في هذا البلد، في اشارة الى التظاهرات الاجتماعية وانتحار بعض الاسرائيليين حرقا خلال الاسابيع الاخيرة.
ومضى وزير الدفاع الجنرال احمد وحيدي في الاتجاه ذاته مؤكدا ان «هذه التصريحات هي مؤشر على الضعف والخوف وليست دليلا على القوة»، بحسب ما نقلت وكالة ايسنا. واضاف وحيدي «ان النظام الصهيوني الضعيف الآيل الى الزوال (..) لا يملك بالتاكيد القوة ولا الارادة للصمود امام ايران» واصفا القادة الاسرائيليين بانهم «بلا عقل» و«دعاة حروب».