هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت الاثنين 14-8-2006 بمطاردة قادة حزب الله "في كل مكان وكل زمان". وقال اولمرت في خطاب ألقاه في جلسة خاصة للهيئة العامة للكنيست بعد ظهر اليوم أنه "في كل مواجهة كانت يد جنود الجيش الإسرائيلي هي العليا وقادة حزب الله اختبأوا وانشغلوا بالأكاذيب.لم يتم تنظيف هولاء لأشخاص وسنواصل مطاردتهم في مكان وكل زمان". ووعد أولمرت بأن تركز حكومته جهودها لترميم منطقة شمال إسرائيل في إطار "خطة قومية" تستغرق سنوات عدة. واعترف أولمرت بأنه "كان هناك إخفاقات سنضطر إلى فحصها ولن نخفيها ولن نكنسها",وذلك في وقت تتزايد فيه الدعوات في إسرائيل لتشكيل لجنة تحقيق رسمية في إخفاقات إدارة الحرب وعدم استعداد الجبهة الداخلية في إسرائيل لهذه الحرب. وقال إن "دولة إسرائيل أوضحت للعالم بأنها لن تمر على أي هجمات ضدها في كل مكان". وأضاف أن قرار مجلس الأمن الدولي 1701 القاضي بوقف إطلاق النار في لبنان سيؤدي إلى "تغيير الوضع عند الحدود الشمالية بصورة جذرية. والمجتمع الدولي شريك في فكرة القضاء على دولة الإرهاب التي نمت في لبنان"في إشارة إلى حزب الله. وشدد على انه لن يكون هناك بعد اليوم اي دولة ترعى "منظمة إرهابية". وأعلن أولمرت أنه يتحمل المسؤولية عما حدث منذ اتخاذ القرار بشن الحرب ضد لبنان وقال إن "المسؤولية الكاملة عن هذه العملية ملقاة علي كرئيس للحكومة.ولا أعتزم ولا أطلب أن أتقاسم هذه المسؤولية مع أحد لأن هذه المسؤولية ناجمة عن مهام رئيس الحكومة في إسرائيل". تواجه حكومة ايهود اولمرت والجيش انتقادات متزايدة في اسرائيل تأخذ عليهما ادارتهما للحرب ضد حزب الله وقد يضطران للخضوع الى المساءلة امام لجنة تحقيق. فقد أعلن عمير بيريتس وزير الدفاع الاسرائيلي اليوم انه سيعين فريقا ليجري تحقيقا "واسعا وشاملا" في حرب لبنان، معتبرا أن اسرائيل تمكنت من اضعاف "المتطرفين الإسلاميين" من خلال الحرب. ومن الملفت ان الطبقة السياسية ساندت بالاجماع الحكومة طوال الحرب التي استمرت 33 يوما وكان 97% من الاسرائيليين ما زالوا يعتبرونها الجمعة "عادلة" وفق استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة يديعوت احرونوت. غير ان زعيم المعارضة رئيس الليكود (يمين) بنيامين نتانياهو سارع منذ اليوم الاول من وقف هش للاعمال الحربية الى ابداء عزمه على مساءلة الغالبية في الكنيست (البرلمان) الاسرائيلي الذي سيعقد جلسة استثنائية. وقال النائب يوفال شتاينيتز احد المقربين منه "انها الحرب الذي تمت قيادتها باسوأ طريقة ممكنة في تاريخ اسرائيل برمته". وعبر ايفي ايتام من الاتحاد الوطني-الحزب الوطني الديني (يمين متطرف) عن الرأي ذاته معتبرا ان "وقف اطلاق النار خدعة, مجرد استراحة يحتاج اليها حزب الله لاعادة تسليح نفسه والاستعداد للجولة المقبلة". واخذ على اولمرت انه انتظر حتى مساء الجمعة لاصدار الامر بشن هجوم بري واسع النطاق في جنوب لبنان. وقال متحدثا للاذاعة الاسرائيلية العامة الاثنين "من المستحيل ان يتمكن الجيش من تسوية مشكلة نشأت على مدى ست سنوات خلال 48 ساعة", في اشارة الى الترسانة الصاروخية التي شكلها حزب الله. وفي الطرف المقابل من المروحة السياسية, طالب زعيم حزب ميريتس اليساري العلماني يوسي بيلين وهو من "الحمائم" بتشكيل لجنة تحقيق. وقال للاذاعة "يجب ان نعرف لماذا تلقى الجيش الامر بتحقيق ما عجز عنه خلال شهر في غضون 48 ساعة". وانقضى الاحد اليوم المئة على تولي حكومة اولمرت مهامها على وقع قصف صاروخي مركز من حزب الله الذي اطلق 250 صاروخا على الاراضي الاسرائيلية الاحد. وقال وزير طلب عدم كشف اسمه في مقابلة اجرتها معه صحيفة معاريف "لن تتمكن الحكومة من تلافي تشكيل لجنة تحقيق .. الرأي العام يريد مذنبا يتحمل الاخفاقات التي سجلت". وبدأت خلافات بالظهور داخل الحكومة الاسرائيلية وقد امتنع وزير النقل شاؤول موفاز عن الادلاء بصوته في عملية التصويت على وقف الاعمال الحربية مشيرا الى ان الاتفاق "لا ينص بوضوح على نزع سلاح حزب الله". وقال وزير البنى التحتية بنيامين بن اليعازر "ان هذا الاتفاق مليء بالثغرات .. انه يعطي الانطباع باننا خسرنا الحرب". ورأى الجنرال عاموس يادلين رئيس الاستخبارات العسكرية انه "من المحتم قيام مواجهة في المستقبل مع حزب الله". واثار رئيس الاركان الجنرال دان حالوتس بلبلة داخل الجيش الاسبوع الماضي حين كلف مساعده الجنرال موشيه كابلينسكي مهام تنسيق العمليات الجوية والبحرية والبرية في لبنان. واعتبر هذا القرار بمثابة اقصاء لقائد الجبهة الشمالية الجنرال عودي آدم الذي بدا انه يتحمل ولو بصورة غير مباشرة مسؤولية انتكاسات الجيش في لبنان. وتتهم وسائل الاعلام الاسرائيلية اولمرت ب"العجرفة" وبسوء تقدير قدرة حزب الله على المقاومة والمبالغة بالمقابل في تقدير قوة الجيش الاسرائيلي وبتحديد اهداف بطريقة "متهورة ومتغطرسة" وسوء اعداد العملية في الخطوط الخلفية. كما تأخذ على حالوتس انه بنى حملته العسكرية على عمليات قصف جوي مركز وهو جنرال في سلاح الطيران وعمليات توغل تقوم بها وحدات من قوات النخبة بدل شن هجوم بري كثيف. من جهتها فتحت صحيفة هآرتس جدلا حاملة على النخب الاسرائيلية. وكتب اريه شافيت احد ابرز كاتبي الافتتاحيات في الصحيفة "اردنا بكل قوتنا ان نكون اثينا, لكن لا مستقبل لاسرائيل في هذه الفترة من الزمن وفي هذه المنطقة من العالم الا اذا تمتعت بقوة اسبرطة".